تواصل السلطات اللبنانية تحقيقاتها في كشف ملابسات المحاولة الانتحارية التي أقدم عليها الموقوف، عمر العاصي، مساء السبت الماضي، وكان يخطط لتنفيذ عملية انتحارية في مقهى بشارع الحمراء وسط العاصمة بيروت، قبل أن تشتبه فيه السلطات الأمنية، وتلقي القبض عليه. واعترف العاصي خلال التحقيق معه، بانتمائه إلى تنظيم داعش المتشدد، وأعرب عن استعداده لتنفيذ عملياته الانتحارية فور خروجه من المعتقل. ويرى محللون أن الانتحاري التبس عليه الأمر بين مقهى شارع الحمراء في بيروت، ومقهى آخر مشابه له يبعد عن المركز الثقافي الروسي بضعة أمتار، لافتين إلى أن الإرهابي ربما يكون دافعه من العملية أبعادا سياسية، فضلا عن الخسائر البشرية والمادية. كما أن شهود العيان راودهم الشك في الانتحاري الذي كان يحمل حزاما ناسفا يحوي 8 كجم من المواد المتفجرة، بعد أن احتسى كوبا من القهوة، وقد بدت عليه الحيرة في أن المكان الذي يجلس فيه ليس المستهدف من العملية، في وقت ينتمي فيه الأخير إلى مدينة صيدا الجنوبية، وتبين أنه من أنصار الداعية الموقوف أحمد الأسير، المتورط في عدة تهم إرهابية، ورفع السلاح في وجه الجيش اللبناني. وشددت السلطات اللبنانية من انتشارها الأمني في بيروت وصيدا، تحسبا لحدوث هجمات إرهابية أخرى، فيما هنأ رئيس الحكومة سعد الحريري الأجهزة الأمنية بنجاح العملية، وأكد أن "وحدة اللبنانيين تحمي الوطن". يذكر أن لبنان شهد في السنوات الأخيرة عدة تفجيرات إرهابية، منها هجمات لها صلة بالأزمة السورية المجاورة، والهجوم الذي نفذه 8 انتحاريون في يونيو الماضي، واستهدف قرية مسيحية تقع إلى الشمال اللبناني قرب الحدود السورية، وأسفر عن مقتل 5 أشخاص. كما أسفر تفجيران مزدوجان في نوفمبر 2015 عن مقتل 43 شخصا في المنطقة الجنوبية من العاصمة بيروت، حيث تحتضن الطائفة الشيعية، قبل أن يعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم.