توقعت مجلة نيويوركر، الأميركية، استمرار بقاء ميليشيات حزب الله في سورية، لتنفيذ أجندة إيران، رغم تلميحات روسيا بضرورة خروج كافة الميليشيات الأجنبية، تمهيدا لتثبيت وقف إطلاق النار بصورة دائمة، والبحث عن حلول سياسية للأزمة، سواء في عاصمة كازاخستان، أستانة، أو بالعودة إلى مفاوضات جنيف، التي ترعاها الأممالمتحدة. مؤكدة أن إيران تصر على بقاء الميليشيات في سورية، وعدم مغادرتها، مشيرة إلى تصريحات المتحدث باسم الحرس الثوري، التي أعلن فيها رفض بلاده انسحاب الميليشيات من سورية، حتى لو تم تثبيت وقف إطلاق النار وحل الأزمة السياسية. وأضافت أن النظام الإيراني صرف مليارات الدولارات لأجل تجهيز ميليشيات عديدة، منها لواء فاطميون الأفغاني، ولواء زينبيون الباكستاني، إضافة إلى ميليشيات حزب الله، وفصائل عراقية طائفية، لتشكيل جيش مواز للجيش السوري، بغرض الدفاع عن الأسد وعائلته، لذلك فمن المستبعد أن تقبل بسهولة بسحب تلك الميليشيات، إلا إذا مارست الولاياتالمتحدة ضغوطا مشددة على ذلك، لاسيما بعد الأنباء التي رشحت عن تقديم روسيا وتركيا مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي بخروج كافة المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية. أساليب الحصار أشارت المجلة إلى أن أمام الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترمب، مهمة عاجلة، تتمثل في قصقصة أظافر النظام الإيراني، ومنعه من العبث بأمن دول منطقة الشرق الأوسط، تتمثل في إضعاف حزب الله، والعمل على تدمير مقدراته العسكرية، وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على قادته، ومحاصرة مصادر تمويله، ومنع تحركات قادته، لأجل الحد من نفوذه، مشيرة إلى أن من شأن مطاردة أنشطة الحزب المالية وتجفيف مصادر تمويله، وإبقاء تصنيفه على لائحة الإرهاب، أن تتسبب في إثارة العديد من المشكلات داخل صفوفه، بما يؤدي إلى تفكيكه، مع الأخذ في الاعتبار منع النظام الإيراني من توفير مصادر تمويل للحزب بمليارات الدولارات، على غرار ما صرح به أمينه العام، حسن نصر الله، في أكتوبر من العام الماضي، ولو أدى الأمر إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني نفسه. استقرار الشرق الأوسط أكدت نيويوركر أن الحزب المذهبي الذي أنفقت إيران مليارات الدولارات على تكوينه وتسليحه أريد له أن يكون أداة طهران الرئيسية لتنفيذ وعودها بتصدير مبادئ ثورتها إلى دول الجوار، بهدف السيطرة عليها فكريا قبل الانقضاض عليها عسكريا، لذلك فإن تحجيمه يؤدي تلقائيا إلى تقليص قدرة إيران على التدخل في شؤون دول الجوار، وأضافت أن الحزب صار دويلة داخل الدولة اللبنانية، لا يتقيد بتعليمات الحكومة، ويصدر التهديدات العلنية لدول الشرق الأوسط، مثلما فعل عندما هدد نصر الله بتدخل الميليشيات في مملكة البحرين، على خلفية الاضطرابات الطائفية التي شهدتها خلال الفترة الماضية. وتابعت أن استقرار منطقة الشرق الأوسط التي تضم معظم الاحتياطي النفطي العالمي، والتي تعد الضامن الأكبر للاقتصاد العالمي يستلزم كف يد طهران عن التدخل في شؤون دولها، وإرغامها على سحب جنودها من سورية والعراق واليمن، كمدخل أساسي لإعادة الاستقرار، ولن يتأتى هذا إلا بإضعاف حزب الله. سجل إجرامي اختتمت المجلة تقريرها بالقول إن أزمات ميليشيات حزب الله لم تقتصر على منطقة الشرق الأوسط فقط، بل تعدتها إلى العديد من الدول التي ارتكبت فيها أعمالا إرهابية، على غرار تايلاند، والأرجنتين، والمكسيك، والإكوادور، وبيرو، ونيجيريا، وغيرها، إضافة إلى تورطها الثابت في جرائم زراعة المخدرات والاتجار بالبشر وتزييف العملات وغسل الأموال والتهريب، وتكوين شبكات ضخمة لتلك الأعمال في دول أميركا الجنوبية، مؤكدة أن القضاء على الحزب يحقق عددا من الأهداف في وقت واحد، منها تقليص حجم الإرهاب العابر للقارات، وإعادة الاستقرار إلى مناطق حيوية في العالم، ووضع حد للأزمة السورية التي باتت تشكل تهديدا عالميا.