اختتمت أمس فعاليات الدورة ال49 لمهرجان الصحراء الدولي في مدينة دوز بمحافظة قبلي، 500 كلم جنوبتونس العاصمة، التي امتدت على مدى أربعة أيام، بمشاركة عربية وأوروبية وسط حضور كبير من السياح العرب والأجانب. عروض فلكلورية شهد المهرجان طيلة الأيام عروضا متعددة بمشاركة فرق فلكلورية من تونس والمملكة العربية السعودية والكويت وليبيا ومصر والأردن وفرنسا، التي أقيمت على أماكن متنوعة من مدينة دوز "السوق والساحة العامة والخيمة وساحة حنيش". وشهدت ساحة حنيش "ساحة العرض الأوسع في العالم"، التي تتجاوز مساحته نحو 15 هكتارا ويتجمع فيها سنويا نحو 100 ألف زائر، من مختلف الجنسيات لمشاهدة سباق الخيول والصيد بالكلاب "السلوقي"، وسباقات التحمل، وعادات القبائل الصحراوية، واحتفالات البدو الرحل، والأعراس التقليدية، سباق الهجن والعديد من العروض الفنية الشعبية للفروسية والموسيقية الفولكلورية، مع إحياء عادات العرس التقليدي التراثي الشعبي لهذه المنطقة، وبما تختزله من عادات وتقاليد. محاكاة عكاظ تنافس ضمن فقرات المهرجان عشرات الشعراء والأدباء التونسيين والعرب، على غرار ما يحدث في مهرجان عكاظ بالمملكة، ومهرجانات ليبيا والأردن والكويت والجزائر في مسابقة الأدوار النهائية لمسابقاتها، وسط حضور الآلاف من محبي الشعر، ذلك أن المهرجان يحتفي في دورته الحالية بمئوية الأديب والشاعر التونسي محمد المرزوقي، بتخصيص ندوة فكرية حول سيرته وشعره. أصالة الصحراء عكست مختلف الأنشطة الفكرية والثقافية المتنوعة مع تنظيم عدد من الملتقيات الأدبية والشعرية، إلى جانب تنظيم معرض للكتاب ومعرض للتمور وعرض عدد من الأفلام الوثائقية وتقديم عدة ورشات فنية، أصالة الربوع الصحراوية الممتعة التي تزخر بها دوز "مدينة العشرة آلاف شاعر"، حيث تعتبر الوجهة الأولى للسياح التونسيين والأجانب الذين يتوافدون على الجهة بالآلاف للتمتع بمواكبة اللوحات التقليدية التي تنتظم ضمن فعاليات المهرجان الدولي للصحراء حيث بلغت طاقة إيواء مختلف الوحدات الفندقية بالجهة أقصاها. وأكدت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي، حرصها على العمل انطلاقا من هذه السنة على تحويل المهرجان الدولي للصحراء بدوز، إلى أكبر مهرجان للصحراء في العالم، واستغلال خصوصياته التي لا تتوفر في باقي المهرجانات الصحراوية، خاصة وجود أكبر مسرح هواء طلق في العالم في منطقة دوز، والطابع الشمولي للمهرجان الذي يتناول مختلف أبعاد الحياة البدوية والصحراوية، والأعداد الكبيرة من المواطنين الذين يواكبون فقراته.