أكدت وزارة الشؤون الإسلامية أنها تتابع جميع مضامين الخطب التي تلقى على منابر المساجد في المملكة بدقة، وأن فروع الوزارة في مختلف مناطق المملكة ترفع بتقارير دورية وسرية عما يقال في جميع المنابر، مشيرة إلى أنها تحذر جميع الأئمة من أي خطاب يتسبب في تهييج المجتمع. جاء ذلك في تعقيب لمدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة عسير الدكتور حجر العماري، على خلفية نشر "الوطن" يوم السبت الماضي تقريرا صحفيا تحت عنوان "دعوات لوضع أطر واضحة للخطابة في المساجد ونشر الفكر الوسطي"، والذي تحدث فيه إمام مسجد قباء الشيخ صالح المغامسي والدكتور عبدالسلام الوايل والدكتور خالد الرديعان. وثيقة خاصة رد الدكتور حجر العماري على ما ذكره الشيخ صالح المغامسي حول "أن الخطابه متروكة للمحسن وغيره"، بالتأكيد على أن وزارة الشؤون الإسلامية "تختار الخطيب بعناية خاصة وعبر ضوابط" تم تعميمها على جميع الفروع بمناطق المملكة تحت مسمى (وثيقة منسوبي المساجد). وقال العماري: تتضمن هذه الوثيقة واجبات الخطيب ومنها (عدم الإذن لأي شخص بالخطبة مطلقاً إلا بعد موافقة فرع الوزارة بمنطقته، اقتصار الخطبة على مفهوم الوعظ والإرشاد وتذكير الناس بأحكام الدين، عدم إقحام المنبر في المسائل السياسية أو الحزبية أو التعرض لأشخاص أو دول أو مؤسسات تصريحاً أو تلميحاً، اختيار موضوع الخطبة موكول للخطيب ويكون حسب حاجات الناس ونوازل الأسبوع لا مراعاة لرغبات الجمهور. وعن أبرز "ضوابط تعيين الخطباء" التي تتضمنها وثيقة المساجد، أشار مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بعسير إلى أن من أهم الضوابط "أن يكون حاصلاً على المؤهل الشرعي، وأن يعرض على اللجنة الاستشارية لاجتياز المقابلة العلمية المعدة لذلك، وأن يكون قادراً على إلقاء خطبة الجمعة مجيداً لإعدادها، خلو سجله من أي ملاحظة فكرية أو أمنية". تعاميم أسبوعية أكد العماري أن الشؤون الإسلامية تقوم بإصدار تعاميم مستمرة للخطباء، وقال في رده على المغامسي: أما قول المغامسي بأنه لا يعلم أن الوزارة لديها تعميم واضح يرجع إليه الخطباء ومطالبته باختيار خطب ونماذج موفقة وتعميمها، فأوضح أن الوزارة لديها تعاميم مستمرة وشبه أسبوعية على كافة الفروع، كما أنها تقوم بإعداد خطب في النوازل الهامة ويتم تعميمها على كافة خطباء المملكة للاستفادة منها، إضافة إلى أن الوزارة قامت بتوزيع موسوعة الخطب الميسرة على معظم الخطباء، وكوكبة الخطب المنيفة من منبر الكعبة الشريفة للشيخ عبد الرحمن السديس. وعما رآه المغامسي أنه يشوب الموافقات الرسمية على المحاضرات والدروس عدم الوضوح ومطالبته باتاحة الفرصة لإمام المسجد لتفعيل مسجده. أوضح العماري، أنه تم منح فروع الوزارة كامل الصلاحيات بإجازة البرامج الدعوية وتيسيرها، ولديهم لجان شرعية متخصصة في ذلك، وأما إمام المسجد فأصلاً من صميم عمله تفعيل مسجده والقراءة على جماعة مسجده من الكتب النافعة ككتاب رياض الصالحين وغيره بعد صلاة العصر، وعن مطالبة الشيخ المغامسي، باحتواء الدعاة، فالوزارة تولي الدعاة الاهتمام البالغ والتقدير الكبير وتعقد لهم دورات ولقاءات دورية. التجاوز قليل تطرق العماري في رده إلى مطالبة أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود الدكتور خالد الرديعان، وزارة الشؤون الإسلامية بتكثيف جهودها في محاربة التطرف، قائلا: هذا الملف من أهم الملفات لدى الوزارة، وتوليه اهتماما كبير جداً، وتتابع بدقة جميع خطباء المساجد، وتحذرهم من التشدد وتهييج المجتمع وإثارة ما لا ينبغي من على المنبر، وترفع فروع الوزارة تقارير سرية ودورية بذلك. وأضاف: خطباء المساجد على قدر كبير من العلم الشرعي، ونسبة تجاوزات بعضهم لا تكاد تذكر نسبة ل 15 ألف خطيب جمعة بالمملكة، ووزارة الشؤون الإسلامية ترحب بأي مقترحات مكتوبة لها بناءة ونافعة، وعلى أتم الاستعداد للتواصل مع العلماء والمفكرين في هذا الخصوص. ضوابط تعيين الخطباء * أن يكون حاصلا على المؤهل الشرعي. * أن يعرض على اللجنة الاستشارية لاجتياز المقابلة العلمية المعدة لذلك. * أن يكون قادراً على إلقاء خطبة الجمعة مجيداً لإعدادها. * خلو سجله من أي ملاحظة فكرية أو أمنية.