تزامنت الخلافات التي برزت داخل اجتماع القادة العراقيين في بغداد مساء أول من أمس مع تطورات أمنية خطيرة شهدتها العاصمة العراقية أمس استهدفت عراقيين مسيحيين، امتدادا للتفجير الكبير الذي طال قبل أيام كنيسة النجاة في منطقة الكرادة. وشدد القيادي في القائمة العراقية صالح المطلك على ضرورة تحقيق التوافق على جميع الملفات العالقة المطروحة بمفاوضات تشكيل الحكومة قبل الذهاب إلى جلسة مجلس النواب اليوم، محذرا من تجاوز استحقاق قائمته الانتخابي والدستوري، فيما اعتبر رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي أن اليوم سيشهد ولادة العراق الجديد وليس الحكومة العراقية، في إشارة إلى جلسة البرلمان. وأكد أن انعقاد الجلسة سيقوض ما وصفه بالمؤامرة التي انطلقت منذ ما قبل الانتخابات. وأبلغ المطلك "الوطن" الحرص "على تحقيق التوافق على كل القضايا الخلافية ومنها المناصب الرئاسية"، وقال إنه خلال لقائه المالكي ليلة أول من أمس بعد انتهاء اجتماع القادة "أخبرته بأن العراقية ترفض تعامل التحالف الوطني مع طرف يعتقد أنه يمثل مكونا اجتماعيا، لأن هذا الأسلوب جرب سابقا وكانت نتيجته الفشل". وحول ما تردد من أنباء حول حصول انقسام داخل قائمته نفى صحة ذلك، مضيفا"برزت شائعات حول تصدع القائمة وحصول انقسامات بين قادتها، ووجودي في بغداد للحفاظ على تماسك وحدة القائمة، والاتصالات ما زالت مستمرة بين قادة العراقية، لأننا اتفقنا على مشروع التغيير ولا يوجد خلاف حول المناصب". وأبدت القائمة رغبتها في أن يتولى رئيسها إياد علاوي منصب رئيس الجمهورية ، ولوحت بالانسحاب من العملية السياسية في حال التجاوز على استحقاقها. وفي هذا الشأن قالت عضو العراقية انتصار علاوي" تنازلت القائمة عن حقها برئاسة الحكومة استجابة لتحقيق مصالح الشعب العراقي مقابل حصولها على رئاسة الجمهورية، لأن المنصب أقل استحقاقاً للقائمة بوصفها الفائزة بالانتخابات". وفي ضوء ما تسرب من معلومات عن اجتماع القادة السياسيين الذي عقد مساء الثلاثاء الماضي، فإن اجتماعات جانبية عقدت بين ممثلي الكتل أسفرت عن اتفاق يتضمن احتفاظ رئيس الجمهورية جلال طالباني بمنصبه لولاية ثانية، وأن تحصل العراقية على نائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية ورئاسة المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية، شريطة إقرار قانون ينظم عمله ، إلى جانب رئاسة البرلمان. وفي إطار السياسة الإرهابية التي تمارس على أبناء الشعب العراقي شهدت بغداد سلسلة من تفجيرات القنابل وقذائف المورتر التي استهدفت مسيحيين قتلت في بغداد أمس ثلاثة على الأقل وأصابت أكثر من 30 آخرين بعد عشرة أيام فقط على هجوم على كنيسة قتل فيه 52 شخصا. من جهة أخرى، سقط ستة من عناصر الصحوة بين قتيل وجريح بانفجار عبوة ناسفة شمال مدينة الحلة مركز محافظة بابل، بينما لقي موظف حكومي مصرعه في بغداد. كما لقي موظف في وزارة الإسكان والإعمار مصرعه في هجوم مسلح شمال غرب مدينة بغداد. ولقي إمام البودلف الكائن في ناحية الكرمة (15 كيلومترا شرق الفلوجة) بمحافظة الأنبار مصرعه في هجوم شنه عليه مسلحون مجهولون فجر أمس. إلى ذلك، دعا الرئيس السابق للجمعية العامة للأمم المتحدة، ميجويل دي سكوتو بروكمان، (سبتمبر 2008 سبتمبر 2009) إلى إطلاق سراح نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز قبل احتلال العراق عام 2003. وقال بروكمان (نيكاراجوا) خلال مشاركته في اجتماع للمنظمات غير الحكومية في جنيف أمس "بعد أن تم إخضاع طارق عزيز لمحاكمة غير عادلة، وسكوت الولاياتالمتحدة، باعتبارها القوة المُحتلة الفعلية للعراق، عن مجريات هذه المحاكمة، وسكوتها المتعمد أيضاً عن حكم الإعدام الاعتباطي الصادر ضده، فإنَّ القوة العظمى تكون قد انتهكت المادتين الثالثة والرابعة مِن مُعاهدة جنيف." وأضأف "أمام الولاياتالمتحدة مسؤولية أخلاقية وقانونية للحفاظ على سلامة نائب رئيس الوزراء العراقي السابق وإطلاق سراحه."