وجه عدد من أعضاء مجلس الشورى أمس، انتقادات واسعة لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وذلك في ثاني جلسات المجلس من دورته الجديدة، التي تعتبر الأولى فعليا. وامتدت الانتقادات لتقرير وزارة الشؤون الإسلامية إلى وصفه ب"النمطي والمكرر". ووصف عضو المجلس الدكتور محمد آل ناجي تقرير الوزارة بالنمطي، وأنه مشابه لتقاريرها السابقة، إضافة إلى انتقاده استخدام كلمة "عدم"، قائلا "إنه ليس من اللائق استخدامها، وكأن الوزارة ليس لديها أي قدرات أو أدوات لتسيير عملها". مساجد مهجورة انتقد آل ناجي توصية اللجنة الإسلامية والقضائية، التي دعت خلالها إلى زيادة مكافآت الأئمة والمؤذنين والخطباء، مشددا على ضرورة مراعاة عدد المساجد والحاجة إلى عدد الخطباء والمؤذنين والأئمة لتغطية تلك المساجد. وأشار إلى أن تقرير هيئة الرقابة والتحقيق يشير إلى أن هناك عددا كبيرا من المساجد مهجورة.
إساءة استخدام المنابر من جهته، أكد العضو اللواء عبدالله السعدون، أن خطبة الجمعة من أهم وسائل تعزيز الوسطية ونبذ التطرف، معربا عن أسفه لأن هناك بعض الخطباء الذين يستخدمون هذه المنابر للدعاء على الآخرين ولعنهم، مؤكدا أن هذا الأمر يعزز التطرف. وطالب بأن يكون هناك توجيه لهذه الخطب، وأن تحدد موضوعات الخطب.
المباني المستأجرة في السياق ذاته، لفت الدكتور محمد القحطاني إلى أن 91% من مباني الوزارة مستأجرة، وأنها لم تعمل منذ سنوات على تقليص هذه النسبة. فيما انتقد الدكتور خالد آل سعود اللجنة، مؤكدا أنها لم تعمل على تمحيص ما لدى الوزارة من خلال تقريرها، بل عملت على تلبية طلبات الوزارة من خلال توصياتها. وقال: لدينا ما يقارب 100 ألف مسجد على مستوى المملكة، ونحو 50 ألف إمام، و60 ألف مؤذن، فكيف بالوزارة أن تعمل على تغطية هذا الفرق الكبير الذي يصل إلى النصف؟. وبين أن تغطية تكاليف ومكافأة الإمام والمؤذن وخادم المسجد والصيانة والتشغيل للمساجد عبر نظام الوقف، موضحا أن الوزارة طلبت من المحسنين بناء منزل للإمام والمؤذن، فلا يمنع أن تطلب كذلك من المحسنين أن يبنوا وقفا خيريا ملاصقا للمسجد يدر الأموال للمساجد، ويغطي المصروفات المالية له. فيما أوضح الدكتور ناصر الموسى أن 81% من المساجد في المملكة ليس لديها عقود صيانة أو نظافة. وتساءلت الدكتورة أمل الشامان عن عدم قيام الوزارة بتقييم المناشط الدعوية التي قامت بها في الخارج، التي تجاوزت 1.800 مليون منشط، ولماذا لم تعمل الوزارة على تحديث بوابتها الإلكترونية وتفعليها بشكل دائم.
آل الشيخ أول ضيوف الشورى أعلن رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ أمس عن صدور الموافقة على استضافة وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ في نهاية الدورة الماضية، مبينا أنه نظرا لضيق الوقت وقرب انتهاء الدورة السادسة، تم تأجيل استضافة الوزير إلى مطلع الدورة السابعة الحالية. وقال إن الوزير سوف يحل ضيفا على المجلس، وسيعلن عن ذلك قريبا. جاء ذلك بعد مطالبة عضو المجلس الدكتور محمد آل ناجي باستضافة وزير الشؤون الإسلامية لاستيضاح أداء وزارته، والإجابة على استفسارات الأعضاء خلال مناقشة تقرير الوزارة.
1263 وظيفة شاغرة وصف العضو عطا السبيتي التقرير بالإنشائي الوصفي، مؤكدا أنه يفتقر إلى الأرقام والإنجازات لأهداف الوزارة. ولفت إلى أن التقرير لم يركز على موضوع مهم، وهو الرقابة على المساجد، مؤكدا أن لدى الوزارة نحو 1263 وظيفة شاغرة، وأن عدد موظفي الوزارة تجاوز 10 آلاف موظف، وأن مثل هذا الأمر بحاجة إلى العمل عليه، وأن إيجار المكاتب الدعوية في الخارج يكلف الوزارة سنويا نحو 70 مليون ريال، إضافة إلى رواتب الموظفين هناك. وطالب السبيتي بتحديد الفاصل الزمني بين الأذان والإقامة وخصوصا بالنسبة للمساجد القريبة من المراكز التجارية والأسواق.
انتقاد هيئة الكهرباء انتقد عدد من الأعضاء أمس تقرير هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج خاصة فيما يتعلق بقضية الاحتكار وغياب التنافسية. ولفت الدكتور فهد بن جمعة إلى أن الهيئة تطالب دائما بتعديل تسعيرة الكهرباء، مطالبا برفع كفاءة الإنتاج من قبل الشركة خصوصا في وقت الذروة. وأشار اللواء ناصر الشيباني إلى ما تعانيه شركة الكهرباء، موضحا أن بنيتها التحتية وطرق التحميل والتوصيل ولم تتغير ولم تتطور. وأضاف أن التقرير يشير إلى أن هناك نحو 600 شكوى قدمت ضد الشركة بسبب الانقطاعات خلال سنة التقرير. وبين الشيباني أن انقطاع الكهرباء لدينا في المملكة يصل إلى 252 دقيقة في السنة، بينما المعيار الدولي يصل إلى 22 دقيقة، كما أن تعامل الشركة مع مشكلة انقطاع التيار الكهربائي يتطلب منها العمل ميدانيا من خلال إرسال طوارئ الشركة والتعامل مع المشكلة على أرض الواقع، بينما في الدول المتقدمة يتعاملون مع المشكلة عبر التقنية والحاسب الآلي. وبين العضو عباس هادي، أن تقرير الشركة أشار إلى أن حوادث السلامة في سنة التقرير بلغت 35 حادثا نتج عنها 9 وفيات و36 إصابة، لذلك يجب على الشركة التركيز على إجراءات السلامة.
ازدواجية الإشراف على المنتجات الدوائية طالب عدد من الأعضاء خلال مناقشة تقرير هيئة الغذاء والدواء، أن تعمل الهيئة على رصد كل المنتجات، التي يروج لها خصوصا الخلطات والمستحضرات العشبية، التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومحلات العطارة. وقال الدكتور عبدالعزيز الحرقان إن هناك ازدواجية في الرقابة والإشراف على المنتجات الدوائية المستوردة من الخارج، وهذا يحدث ازدواجية وتداخل في صلاحيات عدد من الجهات الحكومية، كما يزيد العبء على صاحب العمل عندما يواجه عددا كبيرا من الجهات الإشرافية والرقابية. وقال الدكتور فايز الشهري إننا نأمل من الهيئة العمل على إيقاف سيل الإعلانات للوصفات الطبية والعشبية، التي يروج لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يكون هناك دور فاعل للهيئة في التفاعل بشكل سريع وحاسم مع مثل هذه الإعلانات التي قد يخدع فيها المتلقي أو يتعرض بسببها إلى أمراض أو انتكاسات صحية خطيرة. المهنا: رئيس المجلس لا يمنع تواصل الأعضاء مع الإعلام أوضح المتحدث الرسمي لمجلس الشورى الدكتور محمد المهنا، أن رئيس المجلس استهل أولى جلسات المجلس في سنته الأولى من الدورة السابقة، أول من أمس، بالإشارة إلى آليات عمل المجلس، مع شرح عدد من الموضوعات المتعلقة بهذا الجانب، والتي تهم أعضاء المجلس الجدد. وأضاف أن رئيس المجلس أشار إلى أهمية تواصل الأعضاء مع وسائل الإعلام، وقال ما نصه "إن الإعلام ركن أساس في عمل المجالس البرلمانية ومجلس الشورى، باعتباره ينقل الصورة للعضو الذي يتلمس حاجات المواطنين من خلال الإعلام". جاء ذلك تعليقا على ما نشرته "الوطن" أمس، تحت عنوان "آل الشيخ يفتتح الجلسات بالتحذير من الإعلام". وأشار المهنا إلى أنه لم يرد بتاتا في حديث رئيس المجلس ما عنون به الزميل عبدالله فلاح مادته المشار إليها، بل إنه قال نصا "ليس هناك ما يمنع تواصل عضو المجلس مع الإعلام، حيث إن لكل عضو خبراته وقدراته وعلاقاته وتكوينه الثقافي التي تتطلب مشاركته في وسائل الإعلام بموضوعات عن المجلس وغيره". وطالب رئيس المجلس الأعضاء باحترام قرارات المجلس التي تصدر بموافقة أغلبية الأعضاء، كما طالبهم باحترام وجهات نظر وآراء زملائهم الأعضاء عند الحديث مع وسائل الإعلام، وأن يبين كل عضو رأيه بأسلوب علمي دون طعن في الآخرين.