اختتمت أمس فعاليات (المؤتمر الدولي الثاني للإعلام والإرهاب: الوسائل والاستراتيجيات) الذي نظمته جامعة الملك خالد في مدينة أبها، بالموافقة على مسودة الإعلان العالمي للإعلام والإرهاب، وأكد مدير الجامعة المشرف العام على المؤتمر الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي بقوله، إنه لا يخفى علينا جميعا تطور وسائل الإعلام واتساع نشاطاتها وهذا يضع على الجامعات دورا مهما في كيفية استثمار وتوظيف وسائل الإعلام بصورة هادفة تخدم القضايا الوطنية، والأمل معقود على الأقسام المتخصصة في الجامعات لمعالجة قضايا العصر، ودور وسائل الإعلام في حماية الأجيال من شرور الأفكار المضللة والتوجهات الهدامة، وقد حان الوقت لتقوم تلك الأقسام المتخصصة في الجامعات بإعداد الخبراء القادرين على تحمل هذه المسؤولية، وكان المؤتمر قد اختتم جلساته بالتشديد على أهمية دور الأسرة والتعليم في مواجهة الإرهاب، من خلال متابعة ما تبثه وسائل الإعلام المختلفة. الإعلام وتشكيل الوعي تناول الدكتور فلاح الدهمشي، من جامعة الملك فيصل، بحثا بعنوان أطر معالجة إرهاب داعش في المواقع الإخبارية الأجنبية الموجهة بالعربية، دراسة تحليلية لموقعي BBC وCNN وتسعى إلى رصد الأطر الخبرية، التي تم استخدامها في المواقع الإخبارية الأجنبية الموجهة بالعربية، والتي تم تحديدها في كل من موقعي BBC وCNN، بهدف التعرف على حجم الاهتمام الممنوح لظاهرة إرهاب داعش على الخارطة الإخبارية في الموقعين. وذكر الأستاذ يزيد بن عبدالكريم الجاسر، في ورقته أن للتغطية الإعلامية الإخبارية دورا مهما في تشكيل الوعي الجمعي تجاه الأحداث والظواهر التي تحدث في مختلف أرجاء العالم، وأن لوسائل الإعلام دورا جوهريا في المساهمة في تعزيز أهمية المواضيع المتناولة في ذهنية الجماهير من عدمها.
مشاركات علمية أوضح رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية الدكتور محمد بن علي الحسون، في كلمته، أن الجامعة هدفت من تنظيم هذا المؤتمر إلى التعريف بالعلاقة بين الإعلام والإرهاب، وطرق انتشاره، ومظاهر اختلافه بين الدول، من حيث المفهوم وأساليب المواجهة. من جهته، بين عميد كلية العلوم الإنسانية نائب رئيس اللجنة التنظيمية الدكتور يحيى بن عبدالله الشريف، أن موضوع هذا المؤتمر لامس قضية طالما شغلت العالم، وهي أن الإرهاب الذي قضى على حياة الأبرياء وروّع الآمنين، وأساء إلى صورة الإسلام وقيمه ومثله العليا؛ الإرهاب الذي يبدأ بممارسة فكرية تصادر غيرها وسرعان ما تنتهي إلى عنف لا يخلف إلا آثارا تدميرية يتجاوز تأثيرها الفرد إلى المجتمع، وإلى الدول والأمم. وأشار رئيس اللجنة العلمية رئيس قسم الإعلام والاتصال الأستاذ الدكتور علي بن شويل القرني، إلى نجاح المؤتمر في استقطاب أكثر من مائة شخصية من داخل المملكة وخارجها ومن ثلاثين جنسية حول العالم، جميعهم قدموا مشاركات قيمة ومقترحات عملية تطبيقية رفعت من المستوى العلمي للمؤتمر. علاقة الإعلام بالإرهاب قال الدكتور فايز الشهري، إن الإعلام لدينا بحاجة إلى أن نعيده لجذوره الطبيعية، ويجب أن تفهم وظيفته الاجتماعية ودوره الحقيقي، وأكد أن الإرهاب هو خصم هذا المجتمع الذي يحاول أن يعيش بهدوء واستقرار، والإعلام الصحفي يتبع الأحداث، إلا أن الإعلام الجديد مفهومه التقني والعملي والتطبيقي هو قريب جدا من أسلوب التحريض والتجييش. ورأى الدكتور علي العواد أن العلاقة بين الإرهاب والإعلام أشبه ما تكون بعلاقة بين طرفين؛ الأول يصنع الحدث، والثاني يبرزه إعلاميا، بحجة السبق الصحفي أو مادة ترضي السوق الإعلامي، وأن الإعلام يلعب دورا ذا حدين من الممكن أن يكون خير عون في مكافحة الإرهاب أو أداة لتغذية الرعب والترويع، خصوصا عند شريحة المراهقين، وأشار الدكتور عمر أبوسعدة، إلى أنه يجب على وسائل الإعلام أن تلتزم بأخلاقيات ومواثيق المهنة الدولية في الممارسة الإعلامية، من خلال تقديم المعلومة الصادقة. سن قوانين صارمة شددت أستاذة الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة دعاء فتحي سالم، على ضرورة متابعة الصحافة الإلكترونية، وسن قوانين صارمة لضبط النشر فيها، أسوة بالصحف الورقية، مشيرة إلى أن الصحافة الإلكترونية شريكة في صناعة الإرهاب، حيث نجد أن صحفي الإنترنت يساهم بدوره في الترويج للعمليات الإرهابية، وذلك عن طريق نشر أخبارها وعملياتها، بدلا من أن يقوم بدوره الرادع لها، وبمعنى أدق يقوم بعملية التسويق لها ولأهدافها. الأسرة والتطرف قالت ل"الوطن" الدكتور سناء مبروك من كلية الآداب جامعة الملك فيصل قسم الدراسات الاجتماعية استخدمن عينة بسيطة من المجتمع والطلبة والطالبات التي لا تتعدى 20 إلى 25 فردا في الدراسة التي أجرتها الدكتورة بعنوان "تفعيل أدوار الأسرة ومنظمات المجتمع المدني في مواجهة ظاهرة الإرهاب"، لأن طبيعة الدراسة هي التي تحكم العينة، وإن الدراسة كانت كشفية أنثربولوجية ما بين الدراسة الكبيرة والصغيرة.
توصيات المؤتمر الموافقة على مسودة الإعلان العالمي للإعلام والإرهاب، واقتراح المشاركين بتسميته إعلان أبها العالمي للإعلام والإرهاب. الرفع بهذا الإعلان لجامعة الملك خالد لاتخاذ الإجراءات المناسبة لاستكمال مسوغات وإجراءات اعتماده كإعلان عالمي. دعم إنشاء مرصد وطني لقضايا الإرهاب في وسائل الإعلام، يتولى رصد وتحليل المعالجات الإعلامية لقضايا التطرف والعنف والإرهاب بكافة أشكاله ويصدر تقارير استراتيجية دورية في خدمة القرار الوطني السعودي. الدعوة إلى تنظيم مؤتمر دولي يعقد خارج المملكة لإضفاء اهتمام عالمي بموضوع علاقة الإعلام بالإرهاب. إجراء دراسة مقارنة دولية تختبر العلاقة بين حجم التغطيات الإعلامية في وسائل الإعلام الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي، وبين تنامي ظاهرة الإرهاب في العقدين الماضيين، بمشاركة باحثين من مختلف اللغات والثقافات.