اختتمت اليوم (الخميس) فاعليات المؤتمر الدولي الثاني «الإعلام والإرهاب: الوسائل والاستراتيجيات»، والذي نظمته جامعة الملك خالد في مدينة أبها، خلال الفترة من 7 إلى 9 ربيع الأول 1438هجري، تحت رعاية وزير التعليم أحمد العيسى، وبحضور مدير شرطة منطقة عسير اللواء صالح القرزعي، وعدد من القيادات الأمنية في المنطقة، بحسب ما ذكرت «وكالة الأنباء السعودية» (واس). وخلص المشاركون في المؤتمر الدولي الثاني للإعلام والإرهاب إلى تقديم العديد من التوصيات أهمها: الموافقة على مسودة الإعلان العالمي للإعلام والإرهاب، واقتراح المشاركين بتسميته «إعلان أبها العالمي للإعلام والإرهاب»، والرفع بهذا الإعلان إلى جامعة الملك خالد لاتخاذ الإجراءات المناسبة لاستكمال مسوغات وإجراءات اعتماده إعلاناً عالمياً، بالإضافة إلى دعم إنشاء مرصد وطني لقضايا الإرهاب في وسائل الإعلام، يتولى رصد وتحليل المعالجات الإعلامية لقضايا التطرف والعنف والإرهاب بأشكاله كافة، ويصدر تقارير إستراتيجية دورية في خدمة القرار الوطني السعودي. ودعا المشاركون إلى تنظيم مؤتمر دولي يعقد خارج المملكة لإضفاء اهتمام عالمي بموضوع علاقة الإعلام بالإرهاب، وإجراء دراسة مقارنة دولية تختبر العلاقة بين حجم التغطيات الإعلامية في وسائل الإعلام الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي، وبين تنامي ظاهرة الإرهاب في العقدين الماضيين، بمشاركة باحثين من مختلف اللغات والثقافات. وقال مدير الجامعة المشرف العام على المؤتمر فالح السلمي إنه «لا يخفى علينا جميعا تطور وسائل الإعلام واتساع نشاطاتها، والذي يضع على الجامعات دوراً مهماً في كيفية استثمار وتوظيف وسائل الإعلام بصورة هادفة تخدم القضايا الوطنية، والأمل معقود على الأقسام المتخصصة في الجامعات لمعالجة قضايا العصر، ودور وسائل الإعلام في حماية الأجيال من شرور الأفكار المضللة والتوجهات الهدامة، مبيناً أنه قد حان الوقت لتقوم تلك الأقسام المتخصصة في الجامعات بإعداد الخبراء القادرين على تحمل هذه المسؤولية، فقد أصبحت ظاهرة الإرهاب ظاهرة عالمية، وأصبح العالم بتطور وسائل الإعلام قرية صغيرة يتجول الإرهابيون فيها بمختلف فئاتهم، وحين تسهم الجامعات بدراسة هذه الظاهرة فإن الواجب عليها أن تعد ذلك جزءا لا يتجزأ من وظائفها نحو خدمة المجتمع». وأوضح رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية، محمد الحسون، في كلمته أن «الجامعة هدفت من تنظيم المؤتمر إلى التعريف بالعلاقة بين الإعلام والإرهاب، وطرق انتشاره، ومظاهر اختلافه بين الدول، من حيث المفهوم وأساليب المواجهة». كما أكد عميد كلية العلوم الإنسانية في جامعة الملك خالد نائب رئيس اللجنة التنظيمية يحيى الشريف، أن «موضوع المؤتمر لامس قضية طالما شغلت العالم، وهي أن الإرهاب الذي قضى على حياة الأبرياء وروّع الآمنين، وأساء إلى صورة الإسلام وقيمه ومثله العليا، يبدأ بممارسة فكرية تصادر غيرها وسرعان ما تنتهي إلى عنف لا يخلف إلا آثاراً تدميرية يتجاوز تأثيرها الفرد إلى المجتمع، وإلى الدول والأمم». بدوره، أشار رئيس اللجنة العلمية رئيس قسم الإعلام والاتصال بالجامعة علي القرني، إلى أن «نجاح المؤتمر في استقطاب أكثر من 100 شخصية من داخل المملكة وخارجها، قدّموا مشاركات قيمة ومقترحات علمية وعملية تطبيقية رفعت من المستوى العلمي للمؤتمر». يذكر أن المشاركون في المؤتمر رفعو شكرهم وتقديرهم إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على موافقته على تنظيم المؤتمر، والدعم المستمر الذي يوليه لمؤسسات التعليم والجامعات في المملكة، وكذلك الدعم الذي تحظى به الجامعات من نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، معتبرين أن المؤتمر نموذجا من نماذج الدعم غير المحدود الذي تحظى به الجامعات السعودية، بما فيها تنظيم الفاعليات العلمية الكبرى من القيادة الرشيدة.