أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن قوة داعش وتأثيره الواسع ينبعان من قدرته الكبيرة على تفتيت التنظيمات المتطرفة الأخرى وجذب العناصر المسلحة إليه، والتي تميل إلى مستويات عنف وإرهاب تتماشى مع عنف داعش وهمجيته. جذب العناصر المتطرفة تناول المرصد في أحدث تقاريره، أسباب وعوامل تمدد تنظيم داعش الإرهابي، ملقيا الضوء على تمدد التنظيم في باكستان وجنوب آسيا. وأضاف أنه بدراسة حالات الانشقاق عن التنظيمات الإرهابية وانضمامها إلى داعش، قد أكد أن سبب قوة داعش وتطوره وانتشاره الكبير، في جانب منه يرجع إلى قدرته على تفتيت التنظيمات الأخرى، وإحداث الانشقاقات داخلها والاستفادة من ذلك عبر جذب العناصر الأشد تطرفا وعنفا إليه، وهو الأمر الذي تكرر في العديد من البلدان، مثلما حدث في الصومال عبر حركة الشباب الصومالي، وبوكو حرام بنيجيريا، إضافة إلى حركة طالبان في أفغانستانوباكستان. دول خصبة لداعش أوضحت الدراسة، أن باكستان تعتبر أرضا خصبة لظهور الجماعات والتنظيمات المتطرفة، لما تعانيه من عدم الاستقرار والتناحر بين التنظيمات المختلفة متعددة الولاءات، وهي البيئة التي ينشط فيها تنظيم داعش ويستشري في ظلها، والتي بسببها تمكن التنظيم الإرهابي من السيطرة على مساحات واسعة في دول أخرى، كأفغانستان والعراق وليبيا وسورية واليمن. وأضاف المرصد أن ملامح هذا الخلاف المستعر بين قادة الجماعات المنضوية تحت سلطة داعش، ظهرت بشكل جلي في حركة بوكو حرام، إثر تعيين البرناوي زعيمًا لها، وفي ولاية خراسان عقب مقتل زعيمها أيضًا، حيث دب الخلاف حول هوية من سيحل مكانه. وخلصت الدراسة إلى أن الانشقاقات ستمزق تنظيم داعش، الذي ستكون نهايته بسبب الانشقاقات مثلما بدأ بانشقاقه عن تنظيم القاعدة. البحث عن السيطرة ركزت الدراسة على حالة "ولاية خراسان"، الممتدة عبر أفغانستان وجزء من باكستان، كما أنها تشمل إيران وأوزبكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان. موضحة، أن أسباب انشقاق تلك الجماعات عن حركة طالبان في باكستانوأفغانستان، وإعلانها البيعة لتنظيم داعش، الذي أعلن بدوره إقامة ولاية خراسان، يعود إلى بحث عناصرها عن السيطرة وحب الزعامة، ما دفع بهؤلاء إلى الانشقاق عن حركة طالبان، وأضاف المرصد أن من بين الأسباب أيضًا، الاتهامات المتبادلة بالعمالة للاستخبارات، حيث يعتقد المنشقون عن حركة طالبان أن الحركة عميلة للاستخبارات الباكستانية، ولذلك تركوها للانضمام إلى ميدان آخر للجهاد وهو تنظيم داعش. وفي المقابل اتهمت حركة طالبان قيادات تنظيم داعش في أفغانستان بالعمالة للاستخبارات الباكستانية والأميركية وبالمسؤولية عن مقتل مجموعة من رموز تيار الجهاد العالمي المنتمين لتنظيم القاعدة.