عقب الحرائق الأخيرة التي التهمت أجزاء كبيرة من أراضي فلسطينالمحتلة، توعّد وزراء إسرائيليون بالرد على الحرائق الأخيرة، من خلال تسريع عمليات الاستيطان في الأراضي المحتلة، رغم عدم ثبوت تورط أي جهة في الحرائق. وقال وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن 17 حادثة من إجمالي حوادث إضرام النار التي بلغت 110 خلال الموجة الأخيرة كانت مفتعلة، مؤكدا أن الرد على ذلك سيكون بمزيد من عمليات توسيع البناء في الضفة الغربية. في حين تعهد وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بنيت بأن تقوم حكومته ببناء منازل أكثر وأكبر، واصفا الحرائق بالهجمات التي تريد قتل اليهود وزرع الرعب في صفوفهم. انتقام من نوع آخر بعد أن التهمت النيران عشرات المنازل في المستوطنات الإسرائيلية وسط الضفة الغربية، دعا وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، صراحة إلى هدم منازل مضرمي الحرائق، مؤكدا أن التحريض والكراهية، هما اللذان حفزا على ارتكاب اعتداءات طعن ودهس، فضلا عن استغلال الأحوال الجوية الاستثنائية لمحاولة إحراق الأشخاص والتجمعات السكنية. وكانت سلطات الاحتلال أعلنت مؤخرا عن اعتقال أكثر من 33 شخصا، بتهم التورط والتحريض على إضرام الحرائق حول مستوطنات في الضفة الغربية، وفي محيط مدن إسرائيلية في الداخل الفلسطيني، مشيرة إلى أن 13 مشتبها بهم أحرقوا مناطق في الشمال، وثلاثة آخرين بمنطقة الساحل، وثلاثة بمنطقة القدس، وثلاثة في الضفة الغربية. خسائر الاحتلال حسب تقديرات أولية، فإن الحرائق أتت على حوالي 30 ألف دونم من الأحراش والغابات في جبال القدس، فيما تضرر أكثر من 1700 منزل و174 بناية سكنية بمدينة حيفا فقط، وبات 527 منزلا غير صالحة للسكن، فيما بلغت الخسائر المادية مئات الملايين من الدولارات. وفي محاولة منها للمراوغة، أكدت مصادر مطلعة أن سلطات الاحتلال أرسلت عدة عناصر من وحداتها الخاصة متخفية في أزياء عربية فلسطينية، ويتحدثون العربية في الضفة الغربية، بهدف معرفة وضبط المتسببين في الحرائق. وينفي الفلسطينيون كل المزاعم الإسرائيلية التي تتهمهم بالتورط في الحرائق، مؤكدين أن هذا الأسلوب ماهو إلا محاولة للتغطية على فشلها في إطفاء حرائق بدائية، والرغبة في إشعال حروب بالمنطقة.