لم يعد مستغربا أن تذهب للصلاة في الجامع القريب من منزلك مشيا على الأقدام لتتجه بعد فراغك من الفريضة إلى بائع الحطب لتشتري منه الكمية التي يعرضها على بوابة الجامع لتكون أنهيت مشوارك القصير في "العبادة والتسوّق". يحدث ذلك هذه الأيام في بعض أحياء العاصمة, فمع بوادر برودة الطقس التي بدأت مطلع الأسبوع الجاري, انضم الحطب إلى نشاط "تجارة الجوامع" عبر عرض حمولات من الحطب والفحم المحليين أمام بوابات المساجد لكسب المزيد من الزبائن بعد خروجهم من الصلوات خاصة يوم الجمعة في ظاهرة جديدة أبطالها "باعة متجوّلون" لم يتركوا فرصة إلا استغلّوها, حيث أضافوا نشاطهم جنبا إلى جنب مع العديد من البضائع المعروضة التي تتنوّع بين التمور والملابس والخضروات والفواكه والخردوات والأجهزة الكهربائية حتى أصبح من غير المستغرب أن تتحوّل ساحات الجوامع مستقبلا إلى أسواق ثابتة يستطيع الزبائن الحصول على غالبية مستلزماتهم منها. ورصدت "الوطن" عددا من الباعة وهم يوقفون سياراتهم المحمّلة بالحطب في محيط جوامع بشرق الرياض، فيما يعرضه آخرون على جنبات الطرق السريعة وفي بعض الأماكن العامة، وسط إقبال لافت من الزبائن على الشراء والسؤال عن نوع وسعر الحطب المعروض لاستخدامه في التدفئة في موسم الشتاء الذي بدأت بوادره في العاصمة. وقال أحد باعة الحطب الذي التقته "الوطن" على طريق الدمام شرق الرياض ويدعى عبدالله العنزي إنه اعتاد على هذا النشاط منذ سنوات, حيث يحمّل سيارته بحطب شجر "السمر" الذي يعتبر أكثر أنواع الحطب المحلّي وفرة وإقبالا, ويتجوّل به في الأماكن العامة وأمام الجوامع لبيعه على الزبائن بسعر يبدأ من 400 ريال لحمولة السيارة الصغيرة ويرتفع السعر حسب نوع الحطب وكمية الحمولة. وبسؤاله عن قرار الجهات المختصة بمنع بيع الحطب المحلي واقتصار هذا النشاط على النوع المستورد، أوضح العنزي أن غالبية المعروض في الأسواق هو من النوع المحلي وحينما يُمنع الجميع من البيع سيمتثل للقرار.