أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، أن الإرادات الواثقة، والأيدي الممدودة من أجل المصالحات الرحبة، تخلص الأمة من الخصومات الجوفاء، والأحقاد العمياء، في إحسان متبادل، مستهدفة نصرة دين الله، وكرامة الأمة، ومصالح الشعوب، في جد ومسؤولية، وقلوب ممتلئة حبا وصدقا، وصفاء وشجاعة، في توجه مخلص لاجتماع الكلمة من أجل انتشال الأمة من أوحال الفرقة، وإنقاذها من الأزمات المفتعلة، توجه يلم الشمل، ويرأب الصدع، لتعود الأمة إلى وحدتها وقوتها. إزالة الموانع أضاف ابن حميد، في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام أمس: إن تحقيق الوحدة يسير لتوافر أسباب الاجتماع، وسهولة إزالة الموانع وبخاصة في هذا الظرف الذي تكشف فيه مكر الأعداء، ووضحت فيه توجهاتُهم، وتوظيفُهم لخلافات الأمة، والنفخُ فيها، وتوسيعُ الهوة والفرقة والتناحر، حتى أسالوا الدماء، وفرقوا الديار، ومزقوا المجتمعات. وشدد على أن المسلمين تجمعهم وحدة العقيدة، ووحدة الشعائر والمشاعر في عباداتهم، وأخلاقهم وتعاليمهم وتحكيم الشرع فيهم، توحيداً وصلاة وصياما وزكاة وحجا وجهادا وأمرا بالمعروف، ونهيا عن المنكر، وآدابا ووصايا، وهي وحدة إسلامية تصغر أمامها الأحقاد، والثارات والأطماع والرايات والعنصريات والمذهبيات، ويجتمع الجميع تحت لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله. تشتت وتشرذم أكد ابن حميد أن التعامل الحق مع أهل القبلة هو السبيل لوحدة الأمة، تعامل يقوم على قواعد الشريعة وأصولها المستمدة من نصوص الوحيين، ونهج السلف الصالح، ويسع أهل القبلة ما وسع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وسائر الصحابة الأخيار رضي الله عنهم أجمعين، على ما بينهم من منازل ومقامات متفاوتات. وتابع: ما أنتج الذلَّ والمهانة إلا الفرقة والتحزب والتعصب، وهو الذي أطمع في الأمة أعداءها ومكن من رقابها، وهون أمرها، وجعلهم حجة على الإسلام ومبادئه والفتن تقطع أوصال الدول، وتورث الإحن، لا تقيم حقا، ولا تزيل باطلا، والفوضى هي الباب إلى الظلم والتظالم، والفوضى تورث الفتن، والفتن تؤدي إلى الفرقة، والفرقة تؤدي إلى الهلكة والفناء، والوحدة ائتلاف واجتماع، وكل ما ينافي الائتلاف، ويضاد الاجتماع ويوجد النفور فهو الطريق إلى الفرقة والتشتت والتشرذم.
الخروج على الأئمة في المدنية المنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم، عن الفرقة في الأمة، موصيا المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال إن النبي - صلى الله عليه وسلم - حذر من الفرقة لينجو منها من شاء الله له السلام، وأوضح أن أعظم الفرقة الانحراف عن توحيد رب العالمين، والإحداث في الدين مفارقة لخير المرسلين، والخروج على الأئمة وولاة الأمر ومنازعة الأمر أهله فساد عظيم، وأهل العلم قدوة في المجتمعات وهم أولى الناس بائتلاف قلوبهم واجتماع بينهم والخلاف بينهم داع لعدم القبول منهم، والتفرق في الصلاة وعدم الاجتماع عليها من استحواذ الشيطان.