أكد المشرف على فعاليات "ليالي الرواية السعودية" التي أقيمت على مدى يومين في مركز الملك فهد بالرياض خالد اليوسف أن البرنامج وضع بعد دراسة اهتمامات الساحة الثقافية المحلية، وأن اختيار الأسماء التي شاركت في الفعالية لم يكن عشوائيا، حيث تنوعت الأسماء بين أساتذة الجامعات والباحثين والروائيين الذين لهم حضور وعطاء وإنتاج واهتمام بالرواية. وعن غياب الباحثين الشباب قال اليوسف ل"الوطن": من الصعب في فعالية لها مدى زمني معين أن تجلب جميع الشباب، ومع ذلك حاولت التواصل مع أكثر من باحث لكن بعضهم لا يود المشاركة وآخرون أبدوا موافقتهم على المشاركة ثم اعتذروا وسحبوا الموافقة، ربما لظروف خاصة. وكانت الفعالية التي تعتبر أولى فعاليات إدارة النشاط الثقافي بمركز الملك فهد الثقافي انطلقت مساء أول من أمس بتكريم الأديب سعد البواردي، الذي كان حفل الافتتاح تحت رعايته، ثم أولى جلسات هذه الليالي التي تحمل عنوان "الرواية السعودية واقعها واستشراف مستقبلها"، حيث قدم ستة متحدثين أوراقا جل محتواها هجوم على الرواية السعودية، وصفه مدير الحوار محمد المزيني بأنه "مجرد جلد للرواية" كذلك اعترض على هذا الطرح الكثير من الحضور مستغربين عدم إظهار الجانب الإيجابي للرواية السعودية. أسباب اتساع الضعف عرض خالد الرفاعي في ورقته إلى دائرتين كبيرتين استأثرتا بالنصيب الأكبر من الروايات السعودية، أدتا إلى اتساع مساحة الضعف، وأطلق على الدائرة الأولى دائرة البدايات، وقسمها قسمين، "مرحلة البداية من عمر المدونة الروائية السعودية (من 1930م إلى منتصف الثمانينيات تقريباً)، وتمثلت في بدايات كلّ تجربة، رأى أنها مظنّة ضعف التجربة الفكرية، ونقص الوعي بماهية الشكل الرواية. و"دائرة الطفرة الروائية"، التي بدأت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، واستمرت عشر سنوات، وأخذ عليها إقبال كثير من الشباب على كتابة الرواية، وتحوّل عدد من الشعراء والنقاد والإعلاميين إلى حقل الرواية، ورأى أن الإقبال على كتابة الرواية في هذه المرحلة، جاء استجابة لعوامل لا تملك القدرة على اختراق التجربة الروائية لإثرائها. السيف: المالية خصصت لنشاطنا جزءا من الإيرادات كشف المشرف العام على مركز الملك فهد الثقافي محمد السيف في تصريح خاص ل"الوطن" عن آلية الصرف على نشاطات المركز في المرحلة الحالية أنه تم الاتفاق على تنظيم معين مع وزارة المالية في هذا الإطار وقال: وجه وزير الثقافة والإعلام للاستفادة من المركز لتقديم برامج ثقافية على مدار العام، حيث تم تخصيص نسبة من إيرادات المركز إيرادات حكومية تذهب لوزارة المالية لوزارة الثقافة والإعلام لصرفها على النشاطات الثقافية في المركز، والآن بدأ الموسم الثقافي الأول للمركز من خلال ليالي الرواية، ونتمنى أن تكون بداية لموسم ثقافي أدبي فني متميز، ونؤمل أن يكون المركز ذراعا مهما من أذرعة وزارة الثقافة والإعلام. رواية تسويقية قال الدكتور سلطان القحطاني: مرت الرواية اليوم بالكثير من المسائل التي أضعفتها حتى من ناحية الغلاف الذي يعكس تماماً ما تحويه الرواية، حيث أصبحت أشبه بالتسويقية، وبدأ الناشر يحتال على القارئ، ذاكرا قصة الكاتب صالح المنصور -رحمه الله- الذي عاش وهو يقول إنه سيكتب رواية. منتج يعكس الواقع تحدث عيد الناصر عن علاقة المنتج الروائي بالظروف المحيطة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وخصص التعليم كمحور في حديثه، مبيناً أن التغير في جودة المنتج الروائي، هو انعكاس لتدني الحالة الاجتماعية والاقتصادية والتعليم. ضعف لغوي أشار صالح الحسن إلى أنه "من خلال قراءات متفرقة لنصوصنا الروائية، ظهرت لي الكثير من العقبات التي تقف أمام مقروئية الرواية أهمها، الضعف اللغوي والأسلوبي، واستخدام تقنيات فنية تقصر تجربة الكاتب عنها، ضعف الفكرة في النص الروائي، هيمنة الراوي على السرد، الميل لاستخدام أساليب خطابية متشنجة، استخدام العامية، الترهل في السرد والحوار، فقد العلامات الخطية لدلالاتها. لغة شعبية واقعنا الآن يكشف عن كثرة الأعمال الروائية وتعدد الروائيين، وهذه الكثرة الطاغية لا توجد فيها أعمال خالدة وخارقة، ولوحظ نوع من التشابه ورتابة نمطية تهيمن عليها ولغة مباشرة أو شعبية. صالح زياد بعيد عن الإيديولوجيات الرواية فن عال بعيد عن الإيديولوجيات وليست ضد المجتمع بل هي موازية، له وإذا كان يدخل في نسيجها ثقافة دينية وتاريخية وفنية فإنها حرية بأن تكون اللبنة الأولى لبناء مسرح حقيقي ودور سينما نتطلع إلى وجودهما قريبا، كما نتطلع إلى وجود مراكز للبحوث والترجمة والنشر. أحمد الدويحي