خلصت دراسة أجراها باحث سعودي إلى أن ظاهرة الفقر في المنطقة الشرقية أكثر ارتباطاً بالإناث منها بالذكور. واستندت الدراسة إلى معلومات جمعها الباحث حول الأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي في المنطقة. وأشار الباحث في مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي الدكتور عبدالله بن حسين الخليفة في جزء من دراسته، إلى أن فهم ارتفاع نسبة الفقر لدى الإناث في المنطقة الشرقية مرتبط بندرة الفرص الاقتصادية التي يمكن أن تستفيد منها الإناث في المجتمع مقارنة بالذكور، إضافة إلى الاختلافات النوعية في ظاهرة الوفيات، حيث توقعات الحياة أعلى لدى النساء مقارنة بالرجال، وهو ما يؤدي إلى وجود ظاهرة الترمّل عند النساء بصورة أكثر منها لدى الرجال. وبناء على الدراسة فإنه ربما تعكس تلك الاختلافات حسب النوع وحسب المحافظة تأثر البنية السكانية في بعض محافظات المنطقة بالهجرة (خاصة هجرة الشباب) إلى الحواضر الكبرى في المنطقة وخارجها، وأوضحت الدراسة من خلال بيانات الضمان الاجتماعي أن بنات رب الأسرة الفقيرة يمثلن الشريحة الأكبر حجماً المستفيدة من الضمان الاجتماعي حيث يمثلن 48% من أفراد الأسرة يليهن الزوجات بنسبة بلغت 17.7% وبعد ذلك يأتي الأبناء الذكور بنسبة بلغت نحو 17.6%. وأفادت الدراسة أن فئة المتزوجين من أرباب الأسر هي الشريحة الأكبر استفادة من الضمان الاجتماعي بنسبة بلغت 38.4% تليهم فئة الأرامل بنسبة 24.8% ثم فئة العزاب بنسبة بلغت نحو 21.6% ثم تليهم فئة المطلقين والمطلقات بنسبة بلغت 15.1% أما الفئات المتبقية كفئات الأطفال ورب الأسرة وفئة التغيب وهجر الزوج فلا تشكل إلا نسباً ضئيلة أي أقل من 1% لجميع تلك الفئات. وأشارت الدراسة إلى أنه من خلال بيانات الضمان الاجتماعي فإن أكثر من 3 أخماس أرباب الأسر الفقيرة – أي ما نسبته 62.5% أميّون، يليهم من يستطيع القراءة والكتابة بنسبة 11.9% ثم حمَلة الشهادة الابتدائية بنسبة 9.1%، ثم من يحمل الشهادة الثانوية بنسبة 8% فالمتوسطة بنسبة 6.8%. وكشفت الدراسة أن أفراد الأسر الفقيرة ليسوا أوفر حظاً من أربابها حيث إن غالبية أفرادها أميّون بنسبة 65.1% في حين أن من يستطيعون القراءة والكتابة منهم تبلغ نسبتهم 11.9%، وترتفع نسبة الأميين في حفر الباطن إلى 77.3% والنعيرية 78.5% وقرية العليا 73.4% والأحساء 61.6% ورأس تنورة 60.6% مقارنة ببقية محافظات المنطقة الأخرى. ولذلك شدّدت الدراسة على أن أمية أفراد الأسر تستدعي التوقف في ضوء إلزامية التعليم للأجيال الناشئة لأنه من المتوقع أن تكون الأجيال الناشئة أوفر حظا من حيث التعليم على خلاف الأجيال المتقدمة في العمر، ولكن بيانات المنطقة الشرقية أظهرت خلاف ذلك وهو ما يعني أن جزءاً كبيراً من المستفيدين من الضمان الاجتماعي يعيشون في مناطق تفتقر إلى الخدمات التعليمية، وهو ما انعكس على تفشي الأمية بين الأفراد التابعين للأسر الفقيرة، وهو ما يؤكد على ارتباط الجهل والأمية بالفقر. وبيّنت الدراسة أن نسبة أرباب الأسر معدمي الدخل تبلغ 52.4% تليها فئة غير موضحي الدخل بنسبة 45.2% بعد ذلك تأتي فئة من دخولهم أقل من 1000 ريال شهرياً بنسبة 1.4% وفئة من دخولهم ما بين 1001-5000 ريال شهرياً بنسبة 1.1%. وبناء على المعلومات السابقة فإن أفراد الأسر الذين ينتمون للشريحة 52.4% من أرباب الأسر يشكلون ما نسبته 97.4% من إجمالي الأفراد المنتمين للأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي، وهو ما يوضح أن غالبية أفراد الأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي في المنطقة الشرقية ينتمون لأسر ليس لها دخول على الإطلاق وهو ما يؤكد على شدة الفقر والفاقة المنتشرة في أوساط المستفيدين من الضمان الاجتماعي في المنطقة الشرقية. تجدر الإشارة إلى أن وكالة الضمان الاجتماعي صنّفت خدمة الضمان الاجتماعي ضمن 11 نوعاً تمثلت في العجز الكلي والأيتام والنساء وحاملي بطاقات التنقل والعجز المؤقت وأسر السجناء ومقطوعة ومتكررة وكوارث وأخيراً السعوديات المتزوجات من أجانب ومفقودات العائل. وتحتل الخدمة الموجهة للنساء نسبة 45.6% تليها خدمة العجز الكلي بنسبة 26.1% فالعجز المؤقت الذي يشكل نحو 20.6% فالأيتام بنسبة 4.4% ثم المقطوعة بنسبة 2.1% فأسر السجناء بنسبة 0.8%. وبناء على هذا التصنيف فإن الدراسة أكدت على أن معظم حالات الاستفادة من الضمان الاجتماعي مرتبطة إلى حد كبير بظاهرة العجز سواء كان عجزاً مؤقتاً أو عجزاً جزئياً، وبظاهرة غياب العائل الذكر إلى حد ما، كما أن ظاهرة الفقر في المملكة مرتبطة بالعجز والمرض وفقدان العائل الذكر.