دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، جميع الأطراف المقاتلة في مدينة بنغازي "شرق البلاد"، إلى السماح لجميع المدنيين بمغادرة الأحياء، وتسهيل مرور المساعدات الإغاثية إليهم، بسبب الظروف القاسية التي يعانونها نتيجة الاقتتال الدائر في المدينة، تزايدت الأنباء في الفترة الأخيرة، حول تحركات عسكرية من بعض الفصائل المسلحة لمهاجمة المنطقة التي تعرف ب"الهلال النفطي"، والتي سيطرت عليها مؤخرا كتائب المشير خليفة حفتر. ودفعت هذه الأنباء قيادة الجيش الليبي إلى التحذير من أي استهداف قد يطال المنشآت النفطية التي بدأت بإعادة دوران عجلة الإنتاج في بلد يعد من أكبر مصدري النفط في القارة السمراء. وشدد المتحدث باسم قيادة الجيش أحمد المسماري، على أن قوات الجيش تتمركز في عدد من المدن المجاورة للعاصمة طرابلس، مما يمكنها من ردع أي محاولة إرهابية تستهدف المناطق الحيوية في البلاد. نوايا مسبقة جاءت هذه التصريحات بعد زيارة وزير الدفاع في حكومة الوفاق المهدي البرغثي، مقار عسكرية بمنطقة الجفرة، إذ تحتضن المنطقة مدرجات للطيران، ومخازن للسلاح وعدد من القواعد العسكرية، الأمر الذي دفع بالجيش الليبي بقيادة حفتر إلى اتهام حكومة الوفاق الوطني بالتخطيط للهجوم على منطقة الهلال النفطي، إلا أن مسؤولين من حكومة الوفاق، برروا الزيارة بأنها كانت تبحث إمكان نقل مقر وزارة الدفاع إلى منطقة الجفرة العسكرية، نافين أي هجوم على المنطقة النفطية. في المقابل، يرى مراقبون أن توجه حكومة الوفاق إلى التحرك عسكريا باتجاه الهلال النفطي للسيطرة عليه، في وقت تواجه فيه مشكلات اقتصادية متعاظمة، نتيجة رفض مؤسسة النفط والبنك المركزي، منحها التمويل اللازم لحل مشكلاتها الاقتصادية المستمرة، الأمر الذي دفع رئيس حكومة الوفاق إلى اتهام حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح بعرقلة جهود التسوية السياسية في البلاد. مقترح تونسي يأتي التصعيد بين الفرقاء الليبيين، بعد اعتماد وزراء خارجية مجموعة دول 5 + 5، والتي تضم بلدان المغرب العربي، وإيطاليا وفرنسا ومالطا وإسبانيا والبرتغال، مقترحا تقدمت به تونس، لعقد اجتماع بداية السنة المقبلة، للنظر في حلول للأزمة الليبية، في وقت يرى محللون أن الدبلوماسية التونسية بدأت بالتحرك سريعا نتيجة استشعار خطر تنامي الإرهاب في ليبيا، وانعكاسه على أمنها القومي. وكان الاجتماع الذي عقد في مدينة مرسيليا الفرنسية أواخر الشهر الماضي، قد بحث عددا من المسائل التي تهم منطقة الحوض الغربي للمتوسط، وركز على جوانب مكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون الاقتصادي، والاندماج الإقليمي. وتقدمت تونس خلاله، بمبادرة تتعلق ببعث آلية لدعم الاستثمارات الأوروبية في دول منطقة الحوض الغربي للمتوسط، في إطار المبادرة الأوروبية لإنشاء مخططات استثمارية خارجية، لخلق نمو التوظيف للشباب، والبيئة والهجرة والتعليم والصحة، في دول المنطقة.