قال الدكتور أحمد التجاني سوار نائب السفير السوداني لدى المملكة إن السودان حكومة وشعباً يتبرأ من فعلة المدعو "عبدالعظيم الطاهر" الذي قبضت عليه أجهزة الأمن السعودية بعد محاولته الفاشلة لتفجير ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة "ملعب الجوهرة"، مشيراً في تصريح خاص ل "الوطن" إلى أن السودان يدين أي عمل إرهابي وتحديدا إذا مس المدنيين والأبرياء، لافتاً إلى أن السودان من أكثر الدول التي تأذت من قضايا الإرهاب، وتحديدا بعدما حوصر اقتصادياً من خلف جريرة الإرهاب. مضيفاً: "ندين هذا السلوك ونعتقد أنه سلوك دخيل على شعب السودان المتسامح والكريم والمضياف". الحالة فردية قدر سوار أن تكون هذه الحالة فردية، مؤكداً عدم حصول السفارة السودانية في الرياض على أي معلومات عن هذا الشخص أو عن تاريخ وجوده في المملكة، مشدداً على أن السودانيين سجلهم نظيف لا سيما الموجودين في المملكة، حيث إن جميعهم يعبرون عن حبهم للمملكة واستنكارهم لهذا التصرف. التعاون مع الأجهزة الأمنية يأمل سوار التعاون مع الأجهزة الأمنية في السعودية من خلال تزويدهم بمعلومات تفصيلية عن "عبدالعظيم الطاهر" فور انتهاء التحقيقات، كونهم لا علم لهم بأي تفاصيل عنه، لافتاً إلى أن العديد من المقيمين السودانيين في المملكة يصعب عليهم الحضور لمقر السفارة لتسجيل وجودهم على هذه الأراضي، وكذلك هناك حراك كبير نحو السوق السعودي، والإشكالية الرئيسية أن هناك الكثيرين ممن يأخذ اسم السودان عنوانا، فالسودان دولة مفتوحة مع الدول الإفريقية، والكثير منهم يحملون هوية السودان وقد يكونون بالأصل غير سودانيين. السجناء السودانيون أكد سوار أن أعداد السجناء من الجالية السودانية في سجون المملكة يكاد لا يذكر مقارنة بالجاليات الأخرى. وقال إن العلاقات السعودية السودانية هي علاقات أزلية ترتكز على عدة أسس، أهمها ما هو قائم على الجانب العقدي، حيث يجمع السودان بالمملكة العقيدة الإسلامية، والمملكة يوجد فيها المقدسات الإسلامية التي تهواها جميع الأفئدة، بالإضافة إلى ذلك الجوار الجغرافي، فنحن نقول إن البحر الأحمر واصل وليس فاصل بيننا، والهجرة الإسلامية الأولى امتدت إلى السودان الكبير والواسع، مبيناً أن عروبة السودان مستمدة من المنطقة العربية، مضيفاً: "هناك الكثير من القبائل السودانية من أصول عربية تمتد من منطقة الجزيرة العربية، ذلك فإن المشتركات عديدة بين السودان والمملكة، بالإضافة إلى التواصل القديم سواء التجاري أو الثقافي، وعليه فإننا نقول إن العلاقات المشتركة متجذرة وهي منصهرة فلا عجب أن تكون علاقاتنا ببعض متينة وراسخة. الخطر الإيراني قال إن هناك دافعا كبيرا لدى السودان لاستشعار الخطر الإيراني ومؤازرة المملكة في وقف المد الصفوي، لما يشكله من تهديد مباشر للأمن الإقليمي العربي والإسلامي، مبيناً أن السلوك الذي انتهجته الدولة الصفوية الإيرانية يؤثر تأثيراً مباشراً على المقدسات الإسلامية والأمن القومي، ولذلك كانت موافق السودان واضحة وجلية في قطع علاقاتها مع إيران باعتبار أن المقدسات الإسلامية خط أحمر لا ينبغي أن تمس أو أن يصيبها أي نوع من التهديد، مؤكداً أن السودان عبر مؤخراً عن موقفه الواضح من إطلاق جماعة الحوثي الصاروخ باتجاه مكةالمكرمة من خلال أشد العبارات استنكاراً لما لهذا السلوك من خطر عظيم على حرمة المشاعر المقدسة.