سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيران تنذر بإلغاء الاتفاق النووي في حال رفض الغرب استمرارها في عمليات التخصيب كلينتون تعلن عن التوصل لاتفاق مع روسيا والصين حول مشروع لفرض عقوبات على طهران
شهدت الساحة الإيرانية اختلافا حول الاتفاق الذي وقعته حكومة نجاد مع تركيا والبرازيل أول من أمس، واعتبرته جبهة الإصلاحات وأعضاء متشددون في البرلمان انبطاحا لحكومة نجاد أمام أمريكا والغرب. ونصح رئيس البرلمان علي لاريجاني النواب في جلسة سرية بعدم الإدلاء بتصريحات متقاطعة خاصة بعد حضور رئيس الملف النووي سعيد جليلي إلى البرلمان، حيث قاطعه نواب واتهموه بالتراجع والتنازل. من جانبه أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أمس أن طهران ستستمر في عمليات التخصيب ولا تتراجع عنها، وإذا رفضت الدول الغربية ذلك فإن اتفاق طهران سيصبح لاغيا، لأن طهران تعمل وفق معاهدة "إن بي تي" التي أباحت لأعضائها استخدام الطاقة لاغراض سلمية. وقال مهمانبرست إن التوصل إلى اتفاق بين طهران ومجموعة فيينا (الولاياتالمتحدةوفرنساوروسيا والوكالة الذرية) حول تبادل الوقود النووي سيمهد الطريق أمام تعاون أوسع بشأن برنامجها النووي. وأكد خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي أن طهران ستبلغ وكالة الطاقة الذرية رسميا بإعلان تبادل اليورانيوم خلال أسبوع. وأضاف بعد إعلان مجموعة فيينا عن استعدادها لتبادل الوقود سنرسل بعد شهر 1200 كجم من اليورانيوم لتركيا، و"إذا لم تلتزم مجموعة فيينا باتفاق التبادل سيكون من حقنا إعادة اليورانيوم من تركيا إلى إيران دون شرط". واعتبر مهمانبرست أن بعض الدول الغربية عملت على تحويل الموضوع إلى قضية إعلامية لتوظيفها من أجل تحقيق غاياتها. وفي واشنطن، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس أن الولاياتالمتحدة توصلت إلى اتفاق مع روسيا والصين حول مشروع قرار يفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي. وكان خبراء أمريكيون في الشؤون النووية قد اعتبروا الاتفاق خاليا من أي عنصر جديد ولا يخاطب العناصر الأساسية للخلاف بين المجموعة الدولية وطهران. كما أنه لا يشمل كل اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب. وأوضح هؤلاء أنه كان يتعين على وزارة الخارجية إبراز الأمور التي تراها جوهرية للحيلولة دون تحول الاتفاق الى "مناورة ديبلوماسية" إيرانية تهدف إلى تعطيل التقدم نحو فرض العقوبات وكسب المزيد من الوقت. وقال الخبير النووي جيفري لويس "إن الاتفاق لا يتناول ما أنتجته إيران منذ يناير الماضي من يورانيوم منخفض التخصيب، والذي يبلغ حاليا أكثر من 2300 كيلوجرام، فيما يتعلق الاتفاق بكمية مقدارها 1200 كيلوجرام فقط". وتابع "كان لفكرة التبادل معنى حين اقترحها المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي في أكتوبر الماضي باعتبارها إجراء لبناء الثقة وللتقدم نحو مفاوضات أشمل. وما حدث هو أن التبادل تحول إلى هدف في حد ذاته بمرور الوقت، مما جعله ضارا وليس مفيدا". وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد عقدت اجتماعا أول من أمس مع نائب رئيس الوزراء الروسي في واشنطن لمناقشة تداعيات الاتفاق. خلال ذلك توالت التصريحات الرسمية الأمريكية التي تعبر عن تحفظات واشنطن على الاتفاق. وحول ردود أفعال الاتحاد الأوروبى على الاتفاق، أكد رئيس الاتحاد هيرمان فان رومباي أن رفض إيران إجراء أ ي نقاش جاد ومفتوح حول خططها النووية بصورة شاملة، يقلل من فاعلية الاتفاق، ولا يجعله ذا تأثير إيجابى لإنهاء قلق أوروبا حيال مشروعات طهران النووية. وفي القاهرة، دعا رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير عبد الرؤوف الريدي المسؤولين في جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع لإصدار موقف عربي جماعي لدعم الاتفاق، باعتباره يصب في إبعاد شبح حرب جديدة يجري الإعداد لها فى المنطقة. كما دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أمس في مدريد "المجتمع الدولي إلى دعم" الاتفاق، الذي اعتبرته فرنسا "خطوة إيجابية"، إلا أن إسرائيل وصفته ب "الخدعة". وفي سياق التطورات الداخلية انتقد رئيس السلطة القضائية الإيرانية صادق لاريجاني إرسال رسالة من النواب الإيرانيين (175 نائبا) تطالب بمحاكمة قادة المعارضة. وقال "الرسالة بهذه الصيغة تشكل إساءة للقضاء لأن عدم إلقاء القبض على زعماء المعارضة مير حسين موسوي، ومهدي كروبي هو أمر من المرشد الديني علي خامنئي. وكانت أجهزة الأمن قد ألقت القبض على رئيس فريق حماية زعيم جبهة الأمل الأخضر موسوي أمس. وقال موقع "جرس الإصلاحي" إن أجهزة الأمن اعتقلت أحمد يزدانفر رئيس فريق حماية موسوي بغية الحصول على معلومات تتعلق بتحركات وزيارات قام بها موسوي إلي "الأماكن المجهولة".