فيما تكرر استهداف الميليشيات الحوثية مكةالمكرمة، شمالها وشرقها وجنوبها، في خليص والعرفاء وقبلها مقذوف في الصور، بررت إيران والحوثيون فعلتهم الأخيرة أمام موجة الاستنكارات الإسلامية والعالمية بأنهم كانوا يستهدفون مطار الملك عبدالعزيز بجدة «بوابة الحرمين»، والذي استقبل ما بين 2012 – 2016، نحو 8 ملايين حاج، وقرابة 30 مليون معتمر، ويشهد حركة طيران كثيفة طوال العام. في الوقت الذي زعم فيه الحوثيون أن إطلاق الصاروخ الباليستي باتجاه مكةالمكرمة استهدفوا به مطار الملك عبدالعزيز وليس الحرم المكي، أكد مراقبون أن المزاعم الحوثية تهدف إلى التغطية على جريمتهم بعد الأصداء الإسلامية والعالمية الغاضبة واستنكار الاعتداء السافر على حرمة الأماكن المقدسة واعتباره تجاوزا من جهة إرهابية يهدد الأمن والسلم العالميين. وأشاروا إلى أن ما أقدم عليه الحوثيون - طبقا لروايتهم - يعد جريمة أخرى لأنه يستهدف الحجاج والمعتمرين الواصلين والمغادرين لمطار الملك عبدالعزيز. وكانت العديد من الصحف الأميركية، نقلت رؤية الانقلابين الحوثيين، بأن الصاروخ الباليستي "بركان 1"، كان متوجها للمطار وليس إلى مكةالمكرمة. ومن بين الصحف الناقلة لوجهة نظر الانقلابيين، صحيفة "النيويورك تايمز" التي اعتمدت على تقرير صدر في إحدى القنوات التي يملكها الحوثيين ولم تعتمد على ما أوردته قيادة التحالف العربي بشأن وجهة الصاروخ، التي تؤكد وفقا لإحداثياتها العسكرية المتقدمة أن الصاروخ كان متوجها إلى قبلة المسلمين الأولى. في حين أكدت إحداثيات خرائط محرك البحث العالمي "جوجل" أن الصاروخ انطلق من صعدة اليمنية ليصل نقطة سقوطه التي تم تحديدها بمركز "البرزة" التابع لمحافظة خليص شرق شمال مدينة جدة، ويبعد 65 كلم عن مكةالمكرمة، و129 كلم عن مطار الملك عبدالعزيز الدولي، فيما قدرت مسافات خرائط البحث أن المسافة بين صعدة ومكةالمكرمة ب641 كلم، والمسافة بينها ومطار المؤسس 711 كلم. وبلغة المسافات يتضح زيف ادعاءات الانقلابيين ووسائل الإعلام المؤيدة لهم بأن هدفهم العسكري يستهدف مطار الملك عبدالعزيز الدولي، الذي ابتعد عن هدفهم المزعوم، ما يؤكد صحة ما أعلنت عنه قيادة التحالف العربي التي اعترضت الصاروخ الباليستي بمضادات أسلحة الردع للدفاعات الجوية السعودية. وفي حال الأخذ بسيناريو الانقلابين فإن استهدافهم لمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، لا يعفيهم من الجريمة كونه مطارا مدنيا، وبوابة الحرمين الشريفين، ويستقبل ملايين الحجاج والمعتمرين ويشهد حركة طيران كثيفة طوال العام.