لا ينفك المحللون والكتاب الرياضيون في الصحف والبرامج التلفزيونية وأستديوهات التحليل الرياضية من ترديد عبارة عشوائية، وغير دقيقة بعد كل مباراة في دوري جميل للمحترفين، مفادها أن اللاعب الأجنبي وخصوصا من هو في مركز الهجوم، أفضل بكثير من اللاعب المحلي، ويتغنون كثيرا بالأهداف التي يحرزها اللاعب الأجنبي والجمل التكتيكية التي يقوم بها. سؤال بديهي قبل أن ندلف إلى صلب الموضوع، لو كان اللاعب الأجنبي غير موجود، هل كان اللاعب السعودي الذي يلعب في نفس المركز سيسجل أهدافا أم لا؟ الجواب، نعم سيسجل لأنه وبحكم مركزه هو المسؤول الأول عن إحراز الأهداف، بل إن جميع أفراد الفريق الآخرين مسؤوليتهم توصيل الكرات إليه وتهيئتها له لكي يتمكن من تسجيل الأهداف. إذن المسألة بديهية وتحصيل حاصل. اللاعب في مركز الهجوم من الطبيعي أن يسجل الأهداف وبما أن اللاعب الأجنبي هو الذي يحتل هذا المركز فمن الطبيعي أن يكون هو الذي يسجل الأهداف ويحظى بالدعاية والمديح والإطراء. وبما أن اللاعب السعودي يقبع على مقاعد الاحتياط فمن الطبيعي ألا يسجل الأهداف ولا يلتفت إليه أحد ويخفت نجمه ويتولد مع الأيام انطباع عنه بأنه لا فائدة منه، بل قد يؤثر ذلك على عطائه ولياقته وحسّه التهديفي. الأندية المحلية هي الرافد الأساسي للمنتخبات وبانتهاجها لهذا الأسلوب في ملاعبنا فإنها بقصد أو غير قصد تعطّل مركز اللاعب المهاجم في منتخباتنا رغم وجود لاعبين ذوي مواهب عالية. يجب على الهيئة العامة للرياضة التدخل في هذا الموضوع الخطير، وذلك للحفاظ على مركز الهجوم في المنتخبات الوطنية، وللحفاظ على اللاعب السعودي وعلى موهبته. وإن كان ولابد من الاستعانة باللاعب الأجنبي فلتكن الاستعانة بلاعب واحد فقط في كل مركز. بمعنى واحد في الهجوم وواحد في الدفاع وواحد في الوسط وهكذا.. ما عدا حراسة المرمى. لمسنا التأثير السلبي على اللاعب السعودي من جراء تواجد اللاعب الأجنبي في ملاعبنا وفي مركز الهجوم بالذات في الاستحقاقات الآسيوية والمونديالية لمنتخبنا الأول، حيث تم تسجيل معظم الأهداف عن طريق لاعبي الأظهرة والوسط والدفاع، بينما ممّن يفترض منهم أن يكونوا رأس الحربة في تسجيل الأهداف لم يتمكنوا من تسجيل سوى أهداف قليلة ولم يكونوا منسجمين مع بقية أفراد الفريق. لو استبعد فريق برشلونة ميسي ونايمار وسواريز وأحلّ مكانهم نايف هزازي وناصر الشمراني وعبدالفتاح عسيري في مركز الهجوم لأصبحوا هدافي فريق برشلونة.