فيما تبدي روسيا استعدادها للمطالب الأميركية والأوروبية بوقف إراقة الدماء في حلب، وإعلان هدنة طويلة الأمد، ألمحت مصادر عسكرية بإمكانية تمديد وقف إطلاق النار من جانب القوات الروسية وقوات النظام على حلب، في حال حدث تفاهم بين العسكريين الروس والأميركيين في جنيف بشأن التعاون العسكري وتوسيع مجال التنسيق بين موسكو وواشنطن في سورية. من جهة أخرى، وعلى الرغم من أن حلف الناتو كان قد أعلن في وقت سابق أنه لن يتدخل في الأزمة السورية، دعا الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج روسيا إلى المساهمة في تحمل المسؤولية ووقف إراقة الدماء في حلب. وقال ستولتنبرج إن الحلف ينضم للمجتمع الدولي في دعواته روسيا للمساعدة بوقف إراقة الدماء في حلب، ولعب دور بناء في البحث عن سبل تسوية الأزمة عبر المفاوضات. كما رحب بالهدنة المؤقتة في حلب، إلا أنه اعتبر ذلك غير كاف بعد أسابيع من الضربات الجوية السورية والروسية على البنى التحتية للمدينة، بما في ذلك المستشفيات، مشددا على أن "الوضع الإنساني في حلب كارثي. ويجب أن يكون هناك حل حقيقي على الأرض في حلب، وليس مجرد وقف إطلاق نار قصير الأمد". قلق الحلف على الصعيد العسكري، لفت ستولتنبرج إلى أن الحلف قلق من إمكانية مشاركة مجموعة السفن الحربية الروسية، ومن ضمنها حاملة طائرات، في الضربات على حلب، موضحا أنه لا يوجد شيء غير عادي في نشر مجموعة السفن الروسية في البحر المتوسط. إلا أن ما يمكن اعتباره غير عادي هو أن تستخدم هذه المجموعة في عمليات عسكرية، في الغارات الجوية على حلب. وكان المكتب الصحفي لأسطول الشمال الروسي قد أعلن أنه وفقا لخطة تدريب القوات البحرية الروسية، فقد أبحرت مجموعة من السفن الحربية الروسية، في 15 أكتوبر الجاري نحو مناطق شمال شرق المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، حيث تضم المجموعة الطراد الثقيل الحامل للطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" والطراد النووي الثقيل "بيوتر فيليكي" والسفينتين الكبيرتين المضادتين للغواصات "سيفيرومورسك" و"الفريق البحري كولاكوف" المضادة للغواصات وسفن دعم أخرى. تعقد التسوية في سياق الحسم الغربي، كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد اعتبر أن سيطرة قوات النظام السوري بدعم من القوات الروسية على مدينة حلب بطرق عسكرية ستعقد التسوية السياسية في سورية. وفي الوقت نفسه اتفق مع الأمين العام لحلف الناتو على أن الهدنة الروسية في حلب غير كافية، وينبغي تمديدها. وقال كيري "إذا دمروا الجزء الأكبر من حلب للسيطرة عليها، فإلى ماذا سيؤدي ذلك؟ موضحا أن الناس الذين اضطروا إلى الفرار من المدينة سيزدادون تطرفا، كما أن مسألة السير في المفاوضات ستزداد تعقيدا.