افتتح وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز بعد ظهر أمس 7 مواقع تاريخية وأثرية في الأحساء، وذلك بحضور رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، ونائب أمير المنطقة الشرقية الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، ومحافظ الأحساء، رئيس مجلس التنمية السياحية في المحافظة الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، ورئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة الشرقية الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله. وفور وصول الأمراء، دشن نائب أمير الشرقية منزل البيعة، وتجول الأمراء في أروقته التي شهدت مرحلة مهمة في تاريخ الدولة السعودية، فيما أهدى رجل الأعمال عبدالعزيز بن محمد الموسى المصحف الشريف في العهد العثماني إلى الأمير سلطان بن سلمان. بعدها توجه الأمراء إلى المدرسة الأولى "الأميرية" حيث تم افتتاحها والاستماع إلى شرحٍ عن تاريخها وتطور مشاريع تأهيلها. وألقى وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء السابق الدكتور عبداللطيف بن محمد الملحم، كلمة كونه أحد خريجي المدرسة في عام 1371، اقترح فيها جعل واجهة المدرسة كمعلم حضاري تاريخي وواجهة مشرقة مطلة على سوق بلدة هجر التاريخي مباشرة. وأضاف أن المدرسة يحول الآن بينها وبين السوق التاريخي مبنى من عدة طوابق ما يعد بمثابة الشوكة في الحلق، مطالباً بنزع ملكية هذا المبنى المواجه للمدرسة. كما طالب بتأهيل "عين عطية" المجاورة من الناحية الجنوبية للمدرسة، مبيناً أن هذه العين موجودة منذ العهد الجاهلي، وهي مصرف سيول ومجاري بلدة هجر منذ العهد الجاهلي، وهي بحاجة على تأهيل وتجديد دورها التاريخي، وتغطية واجهاتها الأربع بمجسم معماري مزخرف يدل على تذكار إلى جانب المدرسة التاريخية. بعد ذلك، قام الأمراء بوضع حجر أساس مشروع تطوير وسط الهفوف التاريخي، وافتتاح سوق القيصرية بعد إعادة بنائه، كما أطلقوا مشروع مركز الأحساء للتراث العمراني. وزاروا مدرسة القبة، ثم توجهوا والحضور لافتتاح قصر إبراهيم وزيارة معرض التراث العمراني المصاحب للمؤتمر الدولي الإسلامي للتراث والمقام في قصر إبراهيم. من جانبه، أكد الأمير سلطان بن سلمان ل"الوطن" أن الهيئة تقوم بمسح كبير للآثار الموجودة في المملكة وتعمل مع 14 فريقا دوليا في مواقع أثرية ضخمة، مع انتشار فرقها في كل مكان لاستكشاف آثار كثيرة، لن يتم الإعلان عنها حتى التأكد من صحتها وتواريخها. وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن المواطن مسؤول أيضا عن هذه الآثار عند اكتشافها والمحافظة عليها وذلك بإبلاغ الهيئة دون اللجوء إلى هدمها بالجرافات، كما يحدث. وأضاف أن المواطن يعتبر امتداداً لهيئة الآثار، منبهاً إلى أن الآثار سواء تحت الأرض أو فوقها حتى وإن كانت في أملاكهم؛ فهي ملك للدولة أساسا، ولا يجوز التصرف فيها أو التنقيب العشوائي عنها حتى وإن كانت تحت الماء، مشيرًا إلى أن الهيئة وضعت مكافآت لمن يبلغ عن وجود آثار. وقال "نحن نتعاون مع وزارة الداخلية والإنتربول في هذا الشأن". وحول التصنيف الأخير للفنادق الذي أقرته الهيئة من خمس نجوم وأربع وغيرها وعما إذا كانت الهيئة واجهت مشاكل في التصنيف مع الملاك أو اعتراضات في زيادة عدد نجومها، أكد الأمير سلطان ل"الوطن" أن الاعتراض وارد وأن الهيئة تواجه أقل قدر منه؛ لأن المشروع تم بتوافق وتعاون قبل سنتين مع أصحاب الفنادق قبل أن تتسلم الهيئة الفنادق أساسًا. وقال: قريبًا سوف نعلن موضوع التسعير والذي من المفترض أن نعلنه إلا أن نظام السياحة لم يصدر بعد، وأن التسعير الجديد سوف يكون صديقا للمستهلك والمستثمر. وأضاف إننا لا يجب أن نكون في صف المستهلك وننسى المستثمر الذي يجب أن تزيد استثماراته الفندقية ويكثر العرض من إمكانات الفنادق حتى تقل الأسعار. وأكد رئيس هيئة السياحة والآثار أن المتاحف الشخصية تخضع الآن للتنظيم وأن الهيئة رخصت أكثر من 90 متحفا شخصيا كلها بمميزات عالية. وأوضح أن الهيئة تقود حملة كبيرة مع وزارة التربية والتعليم وجمعية المحافظة على التراث الوطني الجديدة. كما اتفقت مع وزير الثقافة والإعلام لإطلاق حملة وطنية للعناية بالتراث الحضاري؛ حتى نحول الاهتمام بالتراث والآثار من هم الدولة إلى هم المواطن نفسه.