تسبب بعد المسافة، ووعورة الطريق بين محافظات القطاع الجبلي ومقر جمعية الفنون والثقافة في جازان، في توقف بعض الموهوبين والموهوبات، واعتزالهم الرسم التشكيلي. وأكد عدد من المهتمين بالفنون التشكيلية بمحافظات فيفاء، وهروب الجبلية بجازان، توقفهم عن المشاركة في فعاليات جمعية الفنون والثقافة، بسبب بعد المسافة، والصعوبات التي يواجهونها للحضور لمقر الجمعية، والاجتماعات المتواصلة مع الفنانين والفنانات، مطالبين بوضع منسق لهم، أو فتح فروع بالمحافظات الجبلية، ليتسنى لهن المشاركة مستقبلا. معاناة دائمة تقول المصورة نوال الهروبي إنه نتيجة لعدم الاهتمام بالمصورين والمصورات على مستوى المنطقة، وعدم وجود الدعم والتوجيه، ووعورة تضاريس محافظة هروب، تتجه إلى ترك هواية التصوير، لأنها لا تستطيع معرفة الجديد في عالم التصوير، على الرغم من فوزها بجائزة "هروب" للتصوير الفوتوجرافي لهذا الموسم. بدوره، يرى التشكيلي محمد يحيى أن جمعية الفنون بجازان لم تعط المواهب في القطاع الجبلي، الاهتمام الكافي لإبراز واكتشاف المواهب، مشيرا إلى أنهم طالبوا بفتح فروع لهم، أو مشاركات فنية بفيفاء أو غيرها، إلا أنهم لم يجدوا تجاوبا، مما أدى إلى توقف العديد منهم عن المشاركة في أي نشاط فني، فهم لم يجدوا من يحتويهم، ويطور مواهبهم . ولم تبتعد التشكيلية عافية الفيفي، في سردها لأسباب ابتعادها عن المشاركات الفنية والحضور وقالت: "نحن معزولات عن النشاط الفني بجازان، ونواجه صعوبات كبيرة، منها وعورة الطريق، وبعد المسافة، وعدم وجود منسقين للأنشطة في القطاع الجبلي".
معالجة الوضع رد رئيس قسم الفنون التشكيلية بجمعية الفنون والثقافة بجازان المكلف نبيل شيعاني، في تصريح إلى "الوطن" بأن الجمعية بصدد تكليف منسقين في جميع محافظاتجازان، بما فيها المحافظات الجبلية، وذلك لجمع قاعدة بيانات للفنانين عند أي مناسبة أو مشاركة قادمة، وإرسال بريد إلكتروني موحد لهم، لتوزيع المهام، وإيصال أعمال المشاركين من المناطق الجبلية، لافتا إلى أن الأمر أصبح سهلا من خلال توفر الاتصالات، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومشيرا إلى أنه تم عمل "قروب" للفنانين، وآخر للفنانات، وأخذ بياناتهم، وتسجيل 115 فنانا وفنانة في الجمعية، وسيتم التواصل معهم عن طريق الوسائل الحديثة.
جدولة للفعاليات طالب شيعاني الجهات الحكومية، والإعلاميين، والمواطنين بدعم جمعية جازان، مضيفا أنه سيتم في الأيام المقبلة وضع جدولة للأعمال المقترحة، وخطة معينة، وعرضها على إمارة المنطقة، مبينا أن من أهم المشروعات المقترحة، عمل جداريات، وشوارع الفن، والتي لن تكتمل إلا بتحرك فناني المنطقة وجمعهم، وتحديد المهام الموكلة إليهم.