أشار محللون سياسيون يمنيون إلى أن المخلوع، علي عبدالله صالح، يعمل على تنفيذ مخطط لتفكيك اليمن، وإضاعة هويته ووحدته، مشيرين إلى أنه رغم تظاهر صالح بحرصه على وحدة اليمن، إلا أن دلائل كثيرة تؤكد ضلوعه في ضرب وحدة اليمن، كما وقف وراء كثير من القرارات والمحاولات التي كانت تهدف الإضرار بمصلحة البلاد، وكان أبرز العوائق أمام انضمامها إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وأقدم على اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي، قبل يوم من موعد سفر الأخير للقاء كان مرتبا بينه وبين الرئيس الجنوبي السابق، ربيع سالمين، لبناء دولة موحدة. وفيما توصل اليمنيون إلى ضرورة قيام دولة اتحادية، اعتمدت نظام الأقاليم، وتوزيعا إداريا، وفق التنوع الجغرافي والثقافي، يعطي مساحة أوسع للشراكة الفعلية، حسب ما أقرته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي استمر 10 أشهر وشاركت فيه كافة الفصائل اليمنية، ووقعت عليه جماعة الحوثيين المتمردة، قبل تنفيذ انقلابها، إلا أن المخلوع لم يرق له كل ذلك، وبدأ في وضع العراقيل أمام تنفيذ توصيات المؤتمر، حيث أوعز للحوثيين بتنفيذ الانقلاب. خيار شعبي ووطني أكد السكرتير الصحفي لرئاسة الوزراء، غمدان الشريف، أن اليمنيين توافقوا في ختام مؤتمر الحوار على ضرورة إنشاء الدولة الاتحادية، وأن المؤتمر الذي شهد التوقيع على مخرجاته العديد من الجهات الإقليمية والدولية أقر قيام الدولة الاتحادية من ستة أقاليم، حيث تشكلت هيئة رقابية لإعداد الدستور، وتم ذلك بالفعل بمشاركة خبراء مختصين، وأضاف في تصريح إلى "الوطن" "كلنا توافقنا على شكل الدولة ونظامها الاتحادي الجديد، وهو المشروع الذي دعمه الرئيس عبدربه منصور هادي، وغالبية الشعب اليمني، الذي يقاتل من أجل هذه الدولة، وأكد تمسكه بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وكافة الفصائل الوطنية من مقاومة شعبية وجيش وطني ماضون نحو تأسيس هذه الدولة، والرئيس هادي أكد أنه لن يتنازل عن مخرجات الحوار الوطني، رغم الحصار الذي فرضته عليه الميليشيات الانقلابية، بل زاده ذلك عزماً وإصراراً، على أن يحقق للشعب الحلم الذي ظل ينتظره طويلا، وهو المواطنة المتساوية، والتوزيع العادل للثروة والسلطة، وإنهاء حكم المركز وسيطرته، وهذه الدولة المدنية الديمقراطية سوف تبقي اليمن موحداً، وتنهي المظلومية وتعلن قيام دولة اتحادية من ستة أقاليم، هي سبأ، وحضرموت، وعدن، وآزال، وتهامة، والجند". هواجس الانتقام قال عضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار، صلاح باتيس، إن صالح كان يركز على أن تبقى اليمن تحت سيطرته هو وأتباعه فقط، ورفض كل الدعوات لشراكة حقيقية في السلطة والثروة مع كل القوى الوطنية والمكونات الشعبية التي عانت طيلة حكمه، وأضاف "نظام الأقاليم والدولة الاتحادية نتاج حوار وطني شامل، جاء وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ليخرج اليمن من جميع الأزمات التي ورثها من نظام صالح، الذي أصابه هاجس الانتقام من الجميع، فهو ينتقم من الشعب الذي ثار ضده في 2011، ومن الجنوب الذي ثار ضده في 2007، ومن دول الخليج العربي التي وقفت مع اليمن بمبادرتها التي ألزمته بالتنازل عن السلطة".