أبلغ اليمن سفراء الدول الأجنبية المعتمدين لديه استياء الحكومة اليمنية من عملية التهويل المفتعلة لقضية الطردين الناسفين، معتبرا أن الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول تجاه الطائرات القادمة من اليمن مبالغ فيها. وقال رئيس الوزراء اليمني علي محمد مجور خلال لقائه السفراء إن واجب المجتمع الدولي هو تعزيز الدعم لليمن لمساعدته على مكافحة الإرهاب. وأشاد مجور "بالتعاون الأمني المتميز القائم بين اليمن والسعودية، قائلا إن "العلاقات مع الأشقاء في المملكة ممتازة، وهناك تنسيق أمني واسع في مختلف المجالات الأمنية". وكشف مجور أن النشاط الاستخباراتي هو الذي كان وراء الكشف عن الطردين الناسفين والتعرف عليهما وليس الجانب التقني، مضيفاً "لقد تم تمرير الطردين على أجهزة وتقنيات متطورة ولم يتم الكشف عما بداخلهما إلا بعد فتحهما". وجدد مجور تأكيد بلاده على أن اليمن سيواصل حربه وبدون هوادة على الإرهاب لدرء مخاطره عن المجتمع. وأعرب عن ترحيب حكومته لأي دعم لوجستي سواء من قبل الاتحاد الأوروبي أو من الدول العربية. وقال "ما يتوقعه اليمن من أصدقائه هو دعم خططه لمواجهة العناصر الإرهابية وتطوير الشراكة القائمة في هذا الجانب". وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أجرى اتصالا هاتفيا بنظيرة اليمني علي عبدالله صالح ليل أول من أمس أكد خلاله على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية على الشحن الجوي بعد سلسلة الطرود المفخخة. وجاء في بيان أصدره البيت الأبيض أن أوباما وصالح ناقشا التعاون الأميركي اليمني المشترك في القتال ضد القاعدة. في غضون ذلك تواصلت الحملة التي يشنها الجيش اليمني في عدد من مناطق البلاد بحثاً عن الداعية أنور العولقي المطلوب للولايات المتحدة، بالإضافة إلى المواطن السعودي إبراهيم عسيري الذي تعتبره واشنطن الرأس المدبر في قضية الطرود الناسفة التي كانت في طريقها إلى الولاياتالمتحدة. واجتمع وفد حكومي من أبناء محافظة شبوة التي ينتمي إليها العولقي بأبناء قبيلته، وطالبهم بضرورة التعاون مع السلطة لتسليم الأخير نفسه مقابل ضمانات بعدم تسليمه إلى الولاياتالمتحدة. وأكد شيخ مشايخ قبائل العوالق أن موقف القبيلة مؤيد لجهود الدولة في ملاحقة عناصر القاعدة والقضاء عليهم، إلا أنه رفض أن يحل محل الدولة في إلقاء القبض على أنور العولقي. وقال "السلطة قادرة على اعتقاله إذا ما أرادت". وكان تنظيم القاعدة قد دعا أبناء العوالق في بيان إلى عدم التعاون مع الحكومة، محذرا إياهم من "أية محاولة للتنكر لإخوتهم وأقاربهم للسماح للعدو بقتلهم". إلى ذلك نجا مسؤول أمني بمحافظة مأرب من محاولة اغتيال بعد زرع عبوة ناسفة في سيارته المتوقفة في الشارع العام بمدينة مأرب أمس. وذكر شهود عيان أن قوات الأمن قامت بقطع الشارع العام في مأرب وطوقت مكان السيارة التابعة لمدير الأدلة الجنائية بالمحافظة نبيل عقلان. ويعتقد أن القاعدة تقف وراء محاولة الاغتيال.