تلك الشخصية التي عادة ما ترفض آراء وأفكار الآخرين، وتعمد إلى مخالفتها، وذلك بهدف التقليل من أهميتها، والميل إلى عدم موافقة أصحابها (باختصار، هذا هو الشخص المعارض)، الذي عادة ما يستمتع بمعارضتنا، بل ويهوى الاختلاف معنا أحياناً - ومما يزيد الطين بلة في ذلك- أنه أحياناً لا يفقه شيئاً فيما يعارضنا فيه! وأحياناً ما يرفض آراءنا جملة وتفصيلاً، لا لشيء إلا ليكون ضداً بل ونداً لنا فقط لا غير! وأحياناً أخرى ما يقاوم رغباتنا ظناً منه أنه بذلك يثبت نفسه وذاته أمامنا، هذا غير نقده الشديد لنا في بعض المواقف، بل والأدهى من ذلك والأمر أن كلماته السلبية لا تعدو كونها (فلسفة زائدة منه لا أكثر!). لا أخفيكم، أنه ليس من المستبعد وجود هذا الشخص في حياتنا، وذلك إما أن يكون: (زوجاً - زوجةً – أخاً – أختاً – ابناً – ابنةً – إلخ..)، وهنا يجب علينا وقبل أي شيء احتواء هذه الشخصية بكافة تفاصيلها حتى لا نصل إلى مرحلة ما لا نستطيع التعامل مع هذا الشخص، وبالتالي نصل معه إلى طريق مسدود وتتأزم الأمور فيما بيننا أكثر فأكثر، علماً أن هنالك عوامل عديدة أسهمت وبشكل مباشر في بناء هذه الصفة السلبية في ذات الإنسان يتحتم علينا أخذها بعين الاعتبار، حينما نتعامل مع هذا الشخص تحديداً، والتي من أهمها شعور الإنسان بالنقص في ذاته، مما يولد لديه هذا الشعور شيئاً من عدم تقبل الطرف الآخر، وبالتالي الميل إلى معارضته لأفكاره وآرائه ومقترحاته (لا شعورياً). كما أن التحامل على الآخرين وحمل الحقد والغل عليهم، وذلك من دون أي سبب يذكر، يسهمان في ذلك أيضاً. إن الإصرار على الخطأ وعدم الإقرار به تكابراً أو تجاهلاً يعدان عاملين مساعدين في ميل الإنسان إلى معارضة الآخرين. هذا غير الميل إلى الكبرياء والغرور والتعالي إلى جانب محاولة الفرد لفت أنظار الآخرين وإثبات وجوده أمامهم، وعدم الرضا والقناعة يعدان سببين أساسيين في تكوين الشخصية التي تميل إلى معارضة الآخرين لدى الإنسان. سؤال يطرح نفسه وبقوة: كيف نتعرف على الشخصية المعارضة من خلال صفاتها؟ إن هنالك صفات عديدة يمكن من خلالها أن نتعرف على حقيقة هذه الشخصية وذلك بهدف احتوائها جيداً، ومن أهم صفات الشخص المعارض أنه لا يوافق أحداً على رأيه حتى، وإن كان على حق.. كما ليس من السهولة التعايش معه، هذا غير أنه دائما ما يسير على نمط واحد في حياته، ولا يحاول أن يطور من نفسه أبداً. إن هذا الشخص لا يحترم الآخرين وعادة ما يرفض آراءهم وأفكارهم، حتى وإن كانت صائبة، لا لشيء وإنما لمعارضتهم فقط لا أكثر.. إلى جانب أنه عادة ما تتصف حواراته مع الناس من حوله بتمسكه بآرائه وأفكاره وبصورة (عِنادية جداً). هذا غير أنه دائماً ما يحب أن يتحدث عن نفسه كثيراً وهذه دلالة واضحة على أنه غير واثق بنفسه أبداً!.. بل إن حديثه غالباً ما يكون خالياً من أي معنى أو مضمون، وذلك حينما يتفاوض مع الآخرين. إن الشخص المعارض للآخرين يميل كثيراً إلى أن يضع العقبات أو الاعتراضات أمام كل من يتفاوض معه، وأحياناً أخرى نجده يتظاهر أمامنا بالثقافة والوعي، ولكن في حقيقة أمره ليس لديه ما يقوله أصلاً. لو نظرنا إلى حال صاحب هذه الشخصية بشيء من التعقل فإننا سنجد أنفسنا أننا قادرون على احتوائه جيداً، بل وفهم أبعاد أفكاره أثناء تعاملاتنا معه، وذلك من خلال التعرف على مجموعة من الوسائل أو التقنيات التي من الممكن أن تفيدنا كثيراً في التعامل مع الشخص المعارض، ومن أهمها أولاً وقبل أي شيء.. لابد أن يكون صدرك وسيعاً أثناء التعامل مع هذا الشخص. كما يجب عليك التأكد جيداً من صحة معلوماتك حينما ترد بها عليه، وذلك من أجل أن تسكته تماماً ولا تعطي له فرصة لمعارضتك أثناء الحوار أو المناقشة، وبالتالي سيخشى معارضتك تماماً، وفي مقابل ذلك احذر من أن تنفعل أو أن تفقد أعصابك أثناء حوارك معه وكما يقول المغيرة: "من أطاع غضبه.. أضاع أدبه". دائماً تقبّل آراءه مهما كانت لها بعاد.. وذلك من أجل أن تستطيع استيعاب شخصيته وإبعاد تفكيره ومن ثم التعامل معها بالطريقة المثلى والصحيحة. ختاماً.. بعيداً عن كل الدراسات وكافة التقنيات التي طرحت في هذا الصدد انظروا إلى المدرسة الربانية في التعامل مع مثل هذه الشخصية، والذي تجلى لنا في قوله تعالى: "وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين"َ.