كشف استهداف السفينة الإماراتية بمضيق باب المندب أول من أمس، أن الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح شكلوا وحدة بحرية للقرصنة وتهريب الأسلحة والمخدرات، وأكدت مصادر أن تشكيل الوحدة يأتي في إطار ممارسة المخلوع أعمال القرصنة بالبحر الأحمر منذ وقت بعيد، وأنه كان يتخفى وراء عصابات القرصنة الصومالية لإخفاء جرائمه. كشفت مصادر أن استهداف السفينة الإماراتية في مضيق باب المندب أول من أمس، يأتي في إطار ممارسة أتباع الحوثي و المخلوع علي عبدالله صالح لعمليات القرصنة بالسواحل اليمنية لتهريب الأسلحة والمخدرات، وأنه أثناء حكم المخلوع كان يمارس التهريب والقرصنة من خلال عصابات مسلحة، إلا أنه كان ينسب أعمالها إلى الفرق الصومالية والمجهولة حتى لا يكتشف أمره. وقال قائد القوات البحرية اللواء الركن عبدالله النخعي، إن المخلوع علي عبدالله صالح يدير القرصنة البحرية من زمن بعيد يمتد لفترة حكمه، مشيرا إلى أن الشريط الساحلي الممتد من المخا إلى منطقة حجة إلى الخوخة، هي منطقة تهريب للصواريخ والأسلحة لميليشيات المخلوع، وأنه لهذا الغرض لم ينشئ بحرية يمنية رغم طول السواحل البحرية، حتى لا تعيق عمليات التهريب التي يقوم بها من خلال البحر سواء للأسلحة أو المخدرات ولديه عصابات مافيا مرتبطة به. استهداف السفن قال اللواء النخعي إن القرصنة الصومالية هي صناعة المخلوع، وهو في الأصل يعمل في التهريب مذ كان قائدا عسكريا في المخا قبل أن يصبح قائدا لمركز تعز، وخاصة في منطقة حجة جنوب المخا وتعتبر مركزا للتهريب، مبينا أن كل المهربين يتبعون لعلي صالح ولا يزال يمارس هذا السلوك حتى الآن باستهداف السفن، مؤكدا أن أغلب أحداث القرصنة كانت ولا زالت ترتبط به. وأضاف أن المخلوع عندما يتعرض للضغط في موقع معين ينتقل للمناورة في موقع آخر، موضحا أنه عندما يتعرض لضغط بصنعاء يقوم بالتفجيرات في عدن وإذا تمت ملاحقة عناصره في البر يتوجه للبحر، لا سيما وأنه يجيد المراوغة بشكل كبير. عناصر موالية أوضح اللواء النخعي أنه خلال السنوات الأخيرة، وبعد تعيينه قائدا للقوات البحرية وجد "بحرية داخل بحرية"، مبينا أن في الحرس الخاص قوات بحرية خاصة بالمخلوع مرتبطة به وتعمل لصالحه، وكان يستعين بها في الماضي لعمليات التهريب عن طريق البحار، مؤكدا أن المخلوع همش البحرية اليمنية بشكل كبير وجعلها "مجرد اسم على ورق". وأشار إلى أن بعض العناصر التي تتبع للمخلوع مباشرة دونما العودة لقيادة البحرية، والبعض منهم ممن عمل معه من فترات طويلة في المخا، مهمتهم تهريب السلاح والمخدرات، موضحا أن الشريط البحري يمتد لمسافة كبيرة جدا، لكن المخلوع وضع تركيزه على مواقع مهمة كنقاط للتهريب. مسألة قديمة أكد اللواء النخعي على أن القرصنة ليست بجديدة على المخلوع فأغلب عمليات السطو تتم تحت إشرافه ومتابعته، ويتم نسبها لاحقا لجهات أخرى بينما العقل المدبر هو علي صالح، مشيرا إلى أن المخلوع لديه خبرة كبيرة في هذا المجال، كما أن أغلب السفن المحملة بالممنوعات كانت تردها توجيهات منه شخصيا بالسماح بدخولها وعدم اعتراضها، ولذا كان يتزعم عصابات كبرى في التهريب، وعلاقته بالبحر طويلة جدا. عمل إجرامي قال قائد قوات الاحتياط اليمنية اللواء سمير الحاج، إن العمل الإجرامي الأخير بحق السفينة الإماراتية يؤكد ما يمارسه المخلوع من أعمال قرصنة، مشيرا إلى تحذيرات سابقة بأن هذه الأعمال ستؤثر على الملاحة الدولية، خاصة عندما تمتلك العصابات التي تتبعه السلاح الخطير فإن تأثيرها لن يقتصر على اليمن فحسب بل سيمتد إلى دول الجوار والعالم خاصة، ونحن نتحدث عن مضيق باب المندب المعروف بأهميته. وأضاف الحاج أن المخلوع كان يستخدم بعض المجاميع للقرصنة، وكان ذلك عملا سريا جدا وبشكل احترافي حتى لا يتمكن أحد من اكتشافه، مشيرا إلى أن هذه الأعمال كان المخلوع ينسبها للفرق الصومالية والمجهولة التي كانت تتقرصن في عرض البحر الأحمر، ولم يكن ذلك ظاهرا في السابق، أما الآن فالأمر لا يحتاج لدليل بأن صالح وراء هذه العصابات. تحرير اليمن أكد الحاج أن دور الجيش الوطني اليمني الموالي للشرعية حاليا هو استكمال ما تبقى من تحرير الوطن وإيقاف هذا العبث الذي سيؤثر على اليمن واليمنيين، مبينا أن التحالف يقوم بدوره وعلى المجتمع الدولي أن يسعى لتحقيق أكبر قدر من الأمن والاستقرار في منطقة حيوية كالبحر الأحمر، والتي يسعى المخلوع والحوثيون لإثارة القلق فيها.