منذ 86 عاما تعود علينا نحن السعوديين مثل هذه الأيام من كل عام ذكرى مجيدة، ومناسبة عظيمة، هي توحيد المملكة العربية السعودية على يدي المغفور له الملك عبدالعزيز "طيب الله ثراه". تعود هذه الذكرى وهي تبعث في نفوسنا الفخر والاعتزاز، وشكر المولى عز وجل على توفيقه لصانع هذه المعجزة التاريخية في بناء الدولة وجمع الشمل، وتوحيد الجهود والقضاء على الفرقة والتشتت، وبناء المؤسسات وشحذ الهمم، في بيئة عانت في تاريخها من الضعف والفقر والألم، وافتقاد أبسط مقومات الحياة. إنه الملك عبدالعزيز، رحمه الله، بإيمانه العميق، وعزيمته التي لا تلين، ومناقبه القيادية الفذة التي جعلت من تلك التحديات فرصا، ومن تلك المحن منحا؛ فجمع الله به الآباء الأوائل، فقادهم نحو مستقبل باهر، توحدت به البلاد، وفتح الله له فيها خزائن الأرض، فعمّ الرفاه، وتحقق الأمن، وعُمّر البيتان لكل حاج وزائر؛ فما أعظمها من وحدة، وما أجلها من نعمة، عمّ خيرها ونال من ثمارها جميع أنحاء المعمورة. ولقد سار على نهجه أبناؤه الميامين من بعده، فارتفع البناء وزاد الرخاء، وزانت العقول بالتعليم في كل المجالات والمستويات، فرحم الله من توفى منهم، وحفظ الله سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك الحزم، الذي نعيش في عهده الزاهر حقبة جديدة من البناء والتطور، وفق إستراتيجيات وخطط محكمة تقودها رؤى ثاقبة تتجسد في الرؤية الوطنية 2030، وما تنطوي عليه من برامج تحول ومشاريع تطور، تقود بعون الله وتوفيقه بلادنا الغالية إلى مستقبل واعد، يحمل الخير لكل أبنائه، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وفي هذه الذكرى المجيدة، يستحضر أبناء المملكة العربية السعودية، فضل الله عليهم بحفظ الدين، وقيام الدولة، وجمع الكلمة، وتوحيد الجهود، وسيادة الأمن، واستقرار الوطن، ويتذكرون ما يجب عليهم تجاه هذا الكيان الغالي، من مسؤوليات وواجبات في الحفاظ على مكانته، والعمل على رفعته، والدفاع عن مصالحه، فهو وطنهم ووطن آبائهم وأبنائهم. وبهذه المناسبة الغالية، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مقرونة بالدعاء بأن يمتعه الله بالصحة والعافية، ويزيده توفيقا وعزة. والتهنئة والتبريكات موصولة لسيدي سمو ولي العهد، وسيدي ولي ولي العهد. وسيدي وزير الحرس الوطني، وأدام الله أيام الوطن عزة ورفعة وأمنا ورخاء.