تواصل مجموعة من الخبراء البولونيين في مجال ترميم أعمال "الفريسك" العمل على مجموعة لوحات من أهم وأندر لوحات الفريسك التصورية في متحف حماة في سورية. واكتشفت إحدى أهم هذه اللوحات النادرة في معبد "الإله ميترا"، إله النخبة الحاكمة في تل حورته الأثري، الذي يقع في مدينة أفاميا، وهي عبارة عن جداريات تزين جدران معبد الإله، وتبلغ مساحتها حوالي 74 متراً مربعاً، وتعود إلى القرن الثالث الميلادي. ونقلت وحفظت القطع المكسورة إلى مختبر متحف حماة لدراستها وترميمها، حيث يقوم خبراء البعثة البولونية بتجميعها باستخدام تقنيات خاصة في عمليات الترميم الأثري لعرضها في متحف حماة الوطني. خبير الآثار نديم خوري قال عن هذه اللوحات: "البعد التصويري يظهر عالم الخير والشر، من خلال تصوير الإله ميترا إله النخبة الحاكمة في روما القديمة، وهليوس إله الشمس، وآلهة أخرى أقل قيمة ومكانة من الإله ميترا، إضافة إلى رسومات للشياطين بأشكال مختلفة، حسبما كان المعتقد الوثني يرى". من جهتها، وصفت مديرة بعثة الخبراء البولونيين المشرفة على أعمال الترميم إيفا براندوفسكا عملية ترميم هذه اللوحات بأنها معقدة، لأنها مكونة من خمس طبقات، وتتطلب دقة بالغة، موضحة أن خبراء البعثة قاموا بدراسة القطع الفخارية المكسرة، فصنفوها ووضعوها في صناديق خاصة لكل لوحة، لتتم لاحقاً عمليات الوصل وإعادة الترميم حسب الشكل المرسوم، دون أن تؤثر أعمال الترميم على الجودة الأثرية والبعد التصويري القديم لهذه اللوحات الفريدة.