قتل 17 جنديا في هجوم شنه أربعة مسلحين على مقر للجيش في القسم الهندي من إقليم كشمير فجر أمس، بحسب ما أعلنت القيادة الشمالية للجيش، في أسوا هجوم يشهده الإقليم المتنازع عليه منذ سنوات. وهاجم المسلحون مقر لواء للجيش يضم مئات الجنود في بلدة أوري القريبة من الخط الفاصل مع الجزء الباكستاني من الإقليم، حيث كانوا مسلحين بالقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة، بحسب ضابط في الجيش طلب عدم الكشف عن هويته. وقالت مصادر إن القوات الهندية قتلت المهاجمين الأربعة، كما أرسلت القوات الجوية الهندية طائرات عمودية لنقل مئات الجنود من القاعدة إلى مناطق آمنة، بينما تقوم قوات هندية خاصة بعملية تمشيط في المنطقة بحثا عن جيوب أخرى من المقاتلين الكشميريين وإلقاء القبض عليهم قبل أن يتمكنوا من مفاجأة القوات الهندية في مناطق أخرى. واعترف وزير الداخلية الهندي، راجناث سنج، بالهجوم، معلنا إلغاء زيارة مبرمجة لروسيا الاتحادية والولايات المتحدة لدراسة الوضع المتفجر في الولاية، على خلفية قتل القوات الهندية في 8 يوليو الماضي زعيم حزب المجاهدين برهان واني الذي كان يقود حملة سلمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعا فيها إلى منح الشعب الكشميري حق تقرير المصير. وأصدر سنج إنذارا لكافة المطارات الهندية طالبا منها أن تكون في حالة تأهب قصوى نظرا لوجود احتمال أن تتعرض لعمليات إرهابية. يذكر أن الكشميريين قاموا بهجوم انتحاري ضد القوات الهندية في "موهرة" بنفس المنطقة قبل سنتين قتلوا فيه 10 جنود هنود. اتهام باكستان اتهم نائب رئيس ولاية جمو وكشمير، نرمال سنج، باكستان بأنها وراء الهجوم وأن المهاجمين الانتحاريين الكشميريين تسللوا للولاية من باكستان، مضيفا أن باكستان هي جزء من مؤامرة ضد الهند تهدف إلى خلق فوضى في الولاية". ودعا حزب الشعب الهندوسي الحاكم إلى دعم الجهود العسكرية لمواجهة المرحلة الجديدة من الانتفاضة الكشميرية السلمية التي اتخذت شكلا عسكريا بعد إصرار الحكومة على القضاء عليها بالطرق العسكرية. وأدانت رئيسة حزب المؤتمر الهندي المعارض، سونيا غاندي الهجوم، مطالبة الحكومة الهندية "باتخاذ خطوات رادعة ضد المهاجمين والقوى التي تقف وراءهم" في إشارة مبطنة لباكستان. تقوية الخطوط الدفاعية نشط أعضاء البرلمان الهندي من حزب المؤتمر فأخذ العديد منهم يدلي بتصريحات تعلن دعم أعضاء البرلمان "لوك سبها" للجيش الهندي، وقال النائب عن حزب المؤتمر، شاشي تهارور، إنه ينبغي تقوية الخطوط الدفاعية الهندية وقدراتها النارية لمواجهة القوات الباكستانية المرابطة على خط وقف إطلاق النار. على صعيد آخر، لجأت مختلف القوى السياسية الهندية إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتلقي باللائمة على باكستان، داعية الهند إلى شن حرب ضدها واحتلال الشطر الباكستاني من كشمير، أي "ولاية جمو وكشمير الحرة".