مراجعة المسيرة النضالية الثرة والحافلة بالعطاء والاستمرارية لزعيمة المعارضة الإيرانية السيدة مريم رجوي، يبين حقيقة تميزها الخاص بإمتلاکها لنفس طويل واستثنائي في الاستمرار في النضال ومواصلته في أحلك الظروف وأکثرها صعوبة وتعقيدا، حيث إن إسترجاع تلك الأعوام التي کانت فيها المقاومة الإيرانية ضمن قائمة الإرهاب والحکمة التي اتسمت بها في قيادة دفة سفينة النضال حتى نجحت في کسب أکبر وأطول معرکة قضائية وأذاقت نظام الجمهورية الاسلامية طعم الهزيمة بإخراج المقاومة الإيرانية من قائمة الارهاب والانطلاق بالنضال نحو مرحلة أهم وأکثر حساسية وهي فضح وإسقاط النظام. لم تنتظر الزعيمة رجوي، الأحداث والتطورات ولم تستجدي أو تتوسل بالدول الغربية (کما فعل ويفعل نظام الجمهورية الإسلامية الايرانية)، بل هي شمرت عن ساعديها وبعثت الحماس والثقة والإيمان بالنفس في قلوب وعقول أعضاء المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني ذاته، وتوفقت من خلال تحرکاتها ونشاطاتها السياسية التي تتميز بحذاقة وبعد في الر5يا، في إيجاد أکثر من ثغرة في الجدار الذي بناه النظام بوجه نضال المقاومة الإيرانية بأموال الشعب الإيراني وأثبتت بإنها ليست من النوع الذي ينتظر الأحداث والتطورات لکي يستفاد من تداعياتها وانما من نوعية خاصة وفريدة من نوعها حيث تقوم بصناعة الاحداث. طوال أکثر من 36 عاما من الصراع والمواجهة بين المقاومة الإيرانية وبين النظام، والتي شهدت صعودا ونزولا ومرت بالعديد من المعترکات والمنعطفات، إستطاعت السيدة رجوي وخلال فترة حساسة من أن تجعل المقاومة الايرانية بفضل قيادتها الحکيمة في موقف الهجوم وتدفع بالنظام الى موقف الدفاع، وإن هذا مايجري تحديدا خلال هذه المرحلة، حيث يشهد العالم کله حملة سياسية فکرية إعلامية استثنائية للمقاومة الإيرانية والتي يشارك فيها الآلاف من أبناء الجالية الايرانية في سائر أرجاء العالم، وإن الذي يبدو واضحا هو إن النظام يکاد أن يکون محشور في زاوية ضيقة حيث تنهال عليه ضربات الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من کل صوب وحدب. ليس هناك من بإمکانه أن يحسد نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية على امتلاکه لخصم وطرف عنيد ومثابر کما هو الحال مع السيدة مريم رجوي التي لاتنته من نشاط أو فعالية ما حتى وتبادر الى تحرك وفعالية جديدة أخرى الى الحد الذي يمکن القول فيه بإنها لا تسمح للنظام بالتقاط أنفاسه وتسعى لإسقاطه بأسرع وقت ممکن.