يحرص آلاف الحجاج على توثيق رحلة حجهم من خلال صور "السيلفي"، وذلك منذ وصولهم إلى المشاعر المقدسة، لإرسالها عبر مواقع التواصل بشكل يومي إلى ذويهم، الذين يشاركونهم روحانية الحج، والاحتفاظ بها للذكرى على مدى السنوات ليروي الآباء قصص حجهم للأبناء. وشهدت ساحات المسجد الحرام والكعبة المشرفة ومشعر منى عشرات الحجاج، الذين اجتمعوا تحت عدسات أجهزتهم الذكية لالتقاط الصور التذكارية، فيما تعد الكعبة المشرفة وساعة الحرم الأكثر جذبا لعدسات الحجاج، وخصوصا القادمين للحج أول مرة. ولا يكاد يخلو جمع من جموع ضيوف الرحمن، المنتشرين في أرجاء بيت الله الحرام، أو في المشاعر المقدسة من عدسات ترصد وتوثق لحظات الفرح ببلوغ المرام وتحقيق حلم العمر، وهو المشهد الذي يعبر عن مدى شعورهم بأهمية هذا الإنجاز، الذي يقضون العمر شوقا إلى تحقيقه. ويبدو المشهد مختلفا في مكة والمشاعر، حيث يحرص كبار السن على توثيق كل لحظاتهم بالصور، على عكس الصغار كما هو معتاد. لحظات روحانية "الوطن" التقت عددا من الحجاج في المشاعر المقدسة أمس، حيث عبر جمال السعدي عن سعادته التي لا توصف بمجرد الوصول إلى بيت الله الحرام، موضحا أن تلك اللحظات الروحانية لن تزول من الذاكرة على مدى العمر. وأشار إلى أنه منذ وصوله وعائلته إلى المشاعر المقدسة، وهو يشعر بالأمان النفسي والروحاني. وقال إن الجميع مبتسم سواء كانوا موظفين أو مواطنين بالشارع أو الذين نصادفهم ونطلب منهم تصويرنا. فيما بين فؤاد الجزائري أنه يهتم بالتقاط الصور ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاحتفاظ بها مشيرا إلى أن هذه الرحلة يعتبرها رحلة العمر، وسوف تبقى عالقة في الأذهان مدى الحياة. وأكد أن الصورة سوف تبقى ذكرى جميلة يشاهدها أحفاده والأجيال القادمة. توثيق الرحلة ذكرت الحاجة منى عبدالمنعم أنها تحرص على توثيق رحلة الحج بجوالها الخاص، ورغم قيامهما بالتصوير إلا أن الواقع أكثر جمالا من الصور، فالمشهد عظيم والنفحات الإيمانية تشعر الحاج بالسعادة والطمأنينة، فالصورة تنقل الحدث، ولكن لا تنقل الشعور والإحساس النابع من قلوبنا، مشيرة إلى أنها سوف تحتفظ بهذه الصور، وتعتبرها من أفضل الرحلات التي قامت بها في حياتها.