عندما تدخل حدود صعيد عرفات، يلفت انتباهك كثرة المركبات المحملة بالمياه والعصائر والألبان، وأخرى محملة بالفواكه والحلويات، ثم تكتشف بعد قليل أنها ليست للبيع، وإنما لتوزيعها مجانا على ضيوف الرحمن، وعندما يقترب موعد الغداء، ترى أصناف الأطعمة المختلفة توزع على الحجاج، أملا في الأجر والثواب من الله عز وجل. ومثلما تقدم الجمعيات الخيرية وجبات مجانية للحجاج، يبادر العديد من أبناء المملكة للقيام أيضا بهذا الدور الإنساني. صدقة المياه "الوطن" التقت خلال جولتها أمس في مشعر عرفة بالشاب محمد العنزي، الذي وقف تحت أشعة الشمس يوزع المياه على الحجاج، وفي يده مظلة يحتمي بها من حرارة الجو، بينما يوزع باليد الأخرى المياه على ضيوف الرحمن. وقال العنزي إنه اعتاد كل عام الوقوف مع الحجاج في هذا اليوم المبارك، حرصا على فضل الزمان والمكان، وفضل صدقة الماء، مشيرا إلى أنه يقف في هذا المكان منذ طلوع الشمس وحتى قبيل المغيب. وأضاف أنه يشعر براحة نفسية رغم الجهد الذي يبذله طوال اليوم، مشيرا إلى أنه أتى في هذا المكان للبحث على الأجر والثواب، وأن سعادته تكتمل عندما يرى الحاج الذي أنهكه التعب والعطش يروي عطشه من المياه التي يقوم بتوزيعها. وجبات مجانية وذكر أحمد القرشي أنه يقوم بشراء وتوزيع الوجبات كل عام على الحجاج، حيث يتفق مع أحد المطابخ على تجهيز كميات كبيرة من كبسة الدجاج واللحم، ثم يوصلها بعربات خاصة إلى مشعر عرفات ويقوم بتوزيعها بنفسه، مبينا أن العديد من رجال الأعمال من كافة أنحاء المملكة يتعاقدون مبكرا مع شاحنات محملة بالأطعمة، بهدف توزيعها على الحجاج مجانا. وأوضح أن البعض منهم يذهب للمطاعم، ويحجز كميات كبيرة من الأغنام، بهدف ذبحها وتوزيع لحومها مع الأرز في أدوات حافظة وصالحة للأكل. وأكد القرشي أن هذه الأطعمة تخضع للرقابة الصحية. عرفة: طلال السناني