كشف مدير عام فريق كرة القدم في النادي الأهلي طارق كيال أنه لم يتول مهمته في الأهلي إلا وهو يدرك أن مسألة انتشال الفريق من وضعه الحالي بحاجة إلى عمل وصبر وانتظار، مشيراً إلى أنه لا يستطيع تغيير الأدوات الحالية في الفريق، وأن جدولة المباريات لا تمنحهم فرصة التقاط الأنفاس، مشخصاً الخلل بأنه واضح في الدفاع والهجوم، دون أن يغفل المشكلة التي ظهرت أخيراً، وهي مشكلة كثرة نيل البطاقات الملونة التي تسبب النقص في الفريق في كثير من المباريات. وكشف كيال في حوار مع "الوطن" كثيراً من المسائل المتعلقة بفريقه الذي يبدو وكأنه على فوهة بركان. تفاءل كثيرون بقدومك لتولي مهمة مدير الفريق الأهلاوي، لكن الأحوال لم تتغير كثيراً بعد قدومك؟ توليت المهمة وأنا مدرك لصعوبتها خصوصاً أنها جاءت في خضم موسم بدأ ويصعب التعديل كثيراً خلاله، وبالتالي فنحن أمام أدوات متوفرة علينا أن نتعامل معها، وأن نصبر عليها، ونطورها لتحقق أهدافنا ورؤيتنا. الأمر بالنسبة لنا مثل الطباخ الذي لا يستطيع أن يعد الوجبات إلا بما توفر لديه من أصناف، ونحن الآن نعمل على تجهيز الفريق بأدواتنا الحالية. الحديث عن الأدوات المتوفرة يبدو وكأنه استسلام للواقع وعجز عن تغييره؟ لا أبداً، ذكرت أننا نعمل على تجهيز الفريق، وسنستثمر فترة التوقف لتطوير قدرات اللاعبين، لكن إذا استدعي عدد كبير منهم لصفوف المنتخب فهذا سيعني أننا سنعمل في الفريق على لاعبين لن نحتاج بعد عودة الدوليين وهذا قد يبعثر أوراقنا كما حدث لنا في الفترة الماضية حينما تم ضم أكثر من نصف لاعبي فريقنا للمنتخب. ومع ذلك سنكون كذلك بصدد اتخاذ خطوات أخرى نراها ضرورية للغاية، ومنها التعاقد مع أخصائي نفسي ملم جيداً بالوضع الرياضي، وهذا التعاقد ليس بدعة جديدة، بل هو منهج معتمد في كثير من الدول والأندية التي تسبقنا في عالم الكرة، وليس عيبا أن نستفيد ممن يسبقونا. وماذا عن تغيير الأدوات العناصرية؟ سيكون هناك تغيير في مرحلة التسجيل المقبلة في يناير المقبل، ولدينا عدد من الخيارات التي سنطرحها، وسنعمل على جلبها لتدعيم الفريق في مشواره المقبل، والفريق بحاجة أكيدة للاعب متوسط دفاع ومحور من نوعية مميزة، ونتطلع إلى التعاقد مع لاعب يناسب المرحلة الحالية، ويشكل نقلة للفريق. تحدث كثيرون عن شللية وخلافات واشتباكات بين بعض اللاعبين مثل محمد مسعد وإبراهيم هزازي، ألا يدل ذلك على غياب للدور الإداري؟ الاشتباكات التي تتحدث عنها طبيعية في كرة القدم، ولم تتجاوز حدود المسموح، وكلا اللاعبين اعتذر للآخر، ووضع الفريق الحالي والضغوط التي يعانيها تجعل الجميع يشعرون بالتوتر لذلك تنفلت الأعصاب حالياً، لكننا نفهم حدودها ونتعامل معها بما يجب وبالتالي فإن الدور الإداري موجود. كثيرون يطالبون بإعادة مدافع الفريق وليد عبدربه طالما أن مشكلة الفريق في عمقه الدفاعي؟ ليس لدي جواب على هذا التساؤل، تسلمت الفريق دون وليد، وقرار إبعاده اتخذ في وقت سابق لتولي المهمة. من يتحمل مسؤولية الوضع الراهن في الفريق، هل هي الإدارة أم الجهاز الفني أم أعضاء الشرف؟. سأتحدث من ناحية فنية وهي الأهم، مشكلة الأهلي إحضاره لاعبين قبل أن يدرس حاجة الفريق وطريقة أداء اللاعب الذي سيتم التعاقد معه، وهل تتناسب مع التنظيم الفني داخل الملعب أم لا. هناك لاعبون ممتازون في مراكز معينة، وعندما يلعبون في مراكز أخرى يفقدون تميزهم، وأكبر مثال على ذلك عماد الحوسني، فهو لاعب صندوق مميز جداً وقادر على إنهاء الهجمة ووضع اللمسة الأخيرة لها، وعندما يلعب على الأطراف يفقد تميزه، وهذا ماحدث له أخيراً مع الفريق، ومتى لعب في مركزه سيكون عاملاً مساهماً في تحسين مستوى الفريق. لكن المشكلة لا تقتصر فقط على سوء التوظيف؟ صحيح، فهناك قصور في لياقة لاعبي الفريق، فلاعبونا يلعبون حتى الدقيقة 60 بلياقة جيدة، ثم ينهارون بعدها، ومعظم لاعبونا لياقتهم دون ال20%ونحن نعمل على رفع مؤشر اللياقة لديهم، وقطعنا مشواراً جيداً في هذا الطريق. كما لا يمكن أن نتجاهل أخطاء البداية التي ساهمت في إيصال الفريق إلى الوضع الحالي، فثلاثة مدربين يتعاقبون على الفريق في موسم واحد، وعدم الاستقرار الإداري لابد أن يكون له تبعاته المؤثرة في وضع الفريق. هناك من يطالب بإشراك المدافع علي الصقور ولاعب المحور منصور الموينع، لماذا يغيبان؟ للصقور ظروفه الخاصة التي تبعده عن الفريق بسبب سفره لأكثر من مرة، والموينع كان مصاباً في الرباط الجانبي كما هو الحال مع صاحب العبدالله، وهو الآن بحاجة إلى ثلاثة أسابيع حتى يعود، وقد جمعناه بالمدرب الذي نتناقش معه كثيراً في أوضاع الفريق، ووضحنا للمدرب أنه لاعب مؤثر من خلال تجربتيه في في فريقيه السابقين النصر والشباب، لكننا ننتظر أن يكون جاهزاً تماماً لتتم الاستعانة به حتى لا نخسره سريعاً، وقد أوصلت للموينع أن الفرصة ستأتيه، وحينها عليه ألا يفرط بها، وأنا متفائل أنه سيشارك مع الفريق متى اكتملت لياقته وجاهزيته. قبل أن نختم نذكر بأنك أطلقت على لاعبيك وصف الكاميكازي أو الانتحاريين، هل ما زلت على رأيك بهم؟ مازلت أعتقد ذلك فأنا بطبعي مغامر، وأرفع هذا الشعار في حياتي، وكل ما أرجوه من اللاعبين التضحية من أجل مصلحة الكيان وما يتعرض له هذه الأيام، ولم أطلب منهم شيئاً تنصلت منه، فأنا بدوري ضحيت بوقتي وعائلتي وبوضعي في اتحاد الكرة من أجل الأهلي وما يمر به، وهذا واجب على كل المنتمين للنادي، فالظرف يتطلب تماسك الجميع من أجل الأهلي، وما ضحيت به غال، لكن من أجل ما هو أغلى، وهو الأهلي.