استبعدت وزارة التربية والتعليم أن يكون "الاختراق" الذي طال موقعها الرسمي خلال اليومين الماضيين, ناجما من فعل أحد منسوبيها أو من لهم مطالب بالتعيين أو التوظيف من خريجي الكليات والجامعات، مؤكدة أن بيانات نحو 500 ألف معلم ومعلمه وخمسة ملايين طالب وطالبة في أمان. أكد ذلك ل "الوطن" المتحدث الرسمي باسم الوزارة محمد بن سعد الدخيني أمس عقب تعرض موقع الوزارة الرسمي للاختراق للمرة الثانية مساء أول من أمس. وأضاف أن الموقع يخدم فئات كثيرة من معلمين ومعلمات وطلاب وطالبات وبالتالي لا يمكن أن يصل مستوى طالبي التعيين أو التوظيف إلى هذا الحد من التخريب لاسيما أن "التربية" شرعت لهم الطرق الرسمية للالتقاء بهم والاستماع إلى مطالبهم. وحول مصدر "التخريب"، أوضح الدخيني أنه لا يملك معلومة دقيقة عما إذا كان التخريب "داخليا أم خارجيا". وقال إن الموقع تحت إشراف شركة محلية معنية بتوفير الحماية له من "الاختراقات والعبث". وتجري المتابعة معها لمعرفة الموقف والتعامل معه للحفاظ على الموقع بشكل كامل مستقبلاً. وبين الدخيني في بيان صحفي أمس، أن الموقع الإلكتروني تعرض للاختراق مساء أول من أمس في حوالي الساعة السابعة والنصف مساءً، وجرى التعامل تقنياً مع الموقع وإيقاف الوصول للخوادم بشكل مؤقت إلى حين إنهاء المعالجة للوضع الأمني للموقع مع الشركة المستضيفة المختصة بتوفير الحماية له، كما هي المواقع الأخرى المستضافة. وأضاف الدخيني أن الموقع استعيد قبل الساعة التاسعة من مساء أول من أمس، وجرى تعليق التعامل معه إلى حين انتهاء أعمال المعالجة، مبدياً أسفه من تعرض الموقع لمثل هذه الأعمال العبثية، وقدم اعتذاره إلى منسوبي الوزارة والمهتمين والمتابعين كافة لأدائها من خلال الموقع الإلكتروني، مؤكداً أن كافة المعلومات والبيانات لم يتم التعرض لها، وسوف تتم إعادة الموقع للتفعيل بعد إنهاء الإجراءات اللازمة. وأضاف الدخيني أن التنسيق يجري مع الجهة المحلية المستضيفة للموقع، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وكذلك الجهات الأمنية المعنية لمتابعة الموقف. في السياق ذاته، أكد المتخصص التقني بتصميم المواقع أحمد أبو العينين أن اختراق موقع حكومي في فترة بسيطة مرتين يعني أن "الهكر" يمتلك مهارة عالية جداً، وأن "الاختراق" يعني الدخول إلى الأكواد السرية للموقع والتغيير في أساسياته. وأضاف أبو العينين: لايعني الدخول على الصفحة الرئيسة للموقع الدخول الكامل للموقع، فالدخول على قاعدة بيانات الموقع ولاسيما المتعلقة بالمعلمين والطلاب تحتاج إلى أكواد أخرى. من جانبه، أكد صاحب مؤسسة "جلز للتقنية" زيد عبدالعزيز الغيلان المتخصصة بتقديم خدمات الدعم التقني للمواقع الرسمية أن العبث بموقع الوزارة أو أي موقع حكومي تقف خلفه غالبا دوافع شخصية، مشيراً إلى وجود نوعين من العقود المعنية بالمواقع الإلكترونية عند تصميمها، الأول يشمل تصميم الموقع ومتابعته وحمايته، والثاني أن تكتفي الجهة بالتصميم فقط، وقال إن الهكرز يبحث دائماً عن نقاط ضعف المواقع الإلكترونية، ليكرر الدخول من خلاله.