اطلعنا على المقال المنشور في "الوطن" بتاريخ الأربعاء 14 من ذي القعدة 1437، بعنوان "صيف حار وسياحة ملتهبة" للكاتبة فاطمة آل تيسان، والذي تضمن نقدا لبعض الفعاليات التي أقيمت في الصيف. وإذ نقدر للكاتبة اهتمامها بالكتابة عن الفعاليات السياحية، وتفاعله عما يطرح بشأنها، فإننا نود التأكيد على حرص الهيئة على الاطلاع على كافة الملاحظات والانتقادات المتعلقة بالأنشطة ذات العلاقة بالسياحة الوطنية، وأن هناك لجنة في الهيئة ترصد كافة الملاحظات المتعلقة بالسياحة الوطنية في الصيف لدراستها ووضع الحلول لها. وفيما يتعلق بانتقاد فعاليات أقيمت في صيف هذا العام، نود الإشارة إلى التالي: أولا: مهرجانات الصيف لهذا العام التي شملت مئات الفعاليات ليست جميعها تقام برعاية أو دعم أو مشاركة الهيئة. فالهيئة تقدم أوجه الدعم والرعاية للمهرجانات التي تثبت التخطيط المبكر والجودة في التنظيم والتجديد والإدارة السليمة لضمان تنظيمها بشكل سليم يحقق أهدافها، أما الفعاليات والأنشطة الترفيهية الأخرى التي تقام في بعض المواقع التي ليست تحت إشراف الهيئة، فهي غالبا ما تدار من مجموعات وفرق مجتهدة، أو من مؤسسة تنظيم فعاليات غير متخصصة ومرخصة، والتي غالبا ما تثير الانتقاد وتسيء إلى المهرجانات، ومن مسؤولية اللجان المختصة والقائمة عليها في المناطق إيقاف تلك الأنشطة المخالفة وغير المعتمدة في خطة المهرجان أو التي تثير الانتقادات، حيث لا تتماشى مع ما هو وارد في إستراتيجية الفعاليات في المناطق. ثانيا: أسهمت الهيئة مع الشركاء في عمل (إجراءات إصدار الموافقة والترخيص على إقامة الفعاليات والمهرجانات)، والذي تم تعميمه على المناطق هذا العام، ويتضمن تكوين لجان في إمارات المناطق. وتقوم اللجان المنظمة للمهرجانات في المناطق بتقييم دقيق وشامل لكل فعالية يكون لها تأثير مهم في السياحة المحلية ومن ثم الموافقة عليها وفق المعايير المعتمدة، بالإضافة إلى مراقبة وتقييم الفعاليات أثناء تنفيذها لضمان تحقيقها الأهداف التي وضعت لها. ثالثا: وضعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إستراتيجية لتطوير الفعاليات خلال الفترة من 2014-2018 تستمد قوَّتها من الرؤية المعتمدة للسياحة الوطنية التي تسعى المملكة من خلالها إلى تنمية سياحية وطنية قيمة ومميزة ذات منافع اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية، انطلاقا من قيمها الإسلامية وأصالة تراثها وشعبها المضياف ومقوماتها المتنوعة. رابعا: شهدت المهرجانات السياحية في المملكة خلال السنوات العشر الأخيرة تطورا كبيرا وملحوظا من حيث عددها وجودتها وتنظيمها وشمولها جميع فئات المجتمع المحلي، والخدمات المقدَّمة فيها وزيادة التنوع في أنشطتها ومواضيعها. وكان لبرنامج الهيئة لدعم وتطوير الفعاليات الدور الأهم في دعم تلك الفعاليات فنيا وإداريا وتسويقيا وإعلاميا، "وذلك مقرونا بمبدأ الشراكة الذي طبقته الهيئة مع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة. خامسا: وظفت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عددا من الآليات والمعايير للإسهام في تطوير الفعاليات السياحية في المملكة، أهمها: * تنظيم الدورات التدريبية والمحاضرات وورش العمل في مجال إدارة مؤسسات مساندة الفعاليات وتجهيزاتها، وكذلك دورات للسعوديين في مجال الخدمات المساندة للفعاليات، وذلك لتطوير قدرات وخبرات منظمي الفعاليات، للخروج بفعاليات ذات مستوى عالٍ وجودة رفيعة. * التواصل مع الخبرات الدولية والاستفادة من التجارب العالمية في مجال تنظيم المهرجانات وإصدار وتطوير أدلة تنظيم الفعاليات. * تنظيم ورش عمل للإعلاميين والنقاد عن أهمية الفعاليات والمهرجانات للمجتمع والاقتصاد، وتطوير دور الإعلاميين الإيجابي في تطوير الفعاليات وتنظيم زيارات ميدانية للمهرجانات أثناء إقامتها. * تطوير روزنامة وطنية سنوية معتمدة للفعاليات في كافة مناطق المملكة والتزام جميع الجهات بها. * تطوير الوسائل التسويقية ومواقع التواصل الاجتماعي وتوصيل المعلومات الصحيحة. سادسا: أسهم برنامج دعم الفعاليات في الهيئة في دعم وتنفيذ أكثر من 680 فعالية سياحية منذ عام 2005 تنوَّعت بين الثقافية والتراثية والبيئية والرياضية والترفيهية والزراعية، جذبت 75 مليون زائر، ووفّرت أكثر من 76 ألف فرصة عمل مؤقتة للشباب، وتنفيذ ورش عمل وبرامج تدريب لأكثر من 3060 مشاركا من جميع مناطق المملكة قدمها خبراء محليون وعالميون في تنظيم الفعاليات، تطوير وتأهيل المؤسسات المؤهلة والمتخصصة في تنظيم الفعاليات بعدد 160 مؤسسة وشركة. إضافة إلى مساهمة الهيئة مع الشركاء في تطوير عدد من المهرجانات الرئيسية الكبرى، منها: مهرجان سوق عكاظ، مهرجان جدة التاريخية، ومهرجان الساحل الشرقي، ومهرجان الزيتون في الجوف، ومهرجان رالي حائل، ومهرجان الورد في تبوك، ومهرجان العسل في الباحة، مهرجان التمور في القصيم وغيرها من المهرجانات التي ترعاها الهيئة وتشرف بشكل مباشر على فعالياتها. مدير عام البرامج والمنتجات السياحية بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عبدالله عبدالملك المرشد