أكثر من عشرين كتابا بالعربية، وعشرات "ربما مئات" من المقالات والدراسات التي تعرضت لدراسة نجيب محفوظ في وجهه السينمائي، كل من مدخله وزاوية اختياره، ومنها ما قارن بين أعماله المكتوبة والمرئية في جانب أو أكثر من عناصرها الفنية. وعن الأفلام المستمَدَّة من أدب نجيب محفوظ، دراسة قدمها الناقد السينمائي سامح فتحي، في كتابه الصادر أخيرا عن المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، بعنوان "نجيب محفوظ بين الرواية والفيلم"، بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله. ويرى المؤلف أن الرواية المكتوبة ربما يقرؤها ألف قارئ أو اثنين أو ثلاثة، بينما الفيلم الذي يتم صنعه عن الرواية نفسها من الممكن أن يشاهده عشرات الآلاف من المشاهدين، وفي أحيان ملايين. ولكن الرواية تتغير، بطبيعة الحال، عندما تتحول إلى "فيلم"، وهذا يتوقف على رؤية المخرج وكاتب السيناريو. وحينما كان يسأل نجيب محفوظ عن رأيه في تحويل أعماله الروائية والقصصية إلى سيناريوهات أفلام أو مسلسلات، ومدى قبوله أو رفضه إجراء تغييرات على نصه الأصلي، كان يجيب بوضوح وحسم، بأنه مسؤول فقط عن نصه المكتوب، وليس له أن يتدخل في عمل كاتب السيناريو أو المخرج، معتبرا أن هذا الفيلم أو المسلسل أو أيًّا ما كان الوسيط الذي يستلهم عمله الروائي "عمل فني" مستقل، له شروطه وأدواته وهو مسؤولية صانعيه بالكامل، كما كان يرى أن الرواية شيء مستقل تماما عن الفيلم والمسلسل، فهما عملان فنيان منفصلان لكل منهما رؤيته وشروطه واستقلاليته الكاملة.