ألقت شرطة العاصمة المقدسة القبض على فتاة سعودية في العقد الثالث من عمرها، تدعى (ن.ر)، بعدما تقدم شقيقها ببلاغ يفيد بتغيبها عن منزل أسرتها. ومن جهته، أكد الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان الواقعة، وأوضح أنه تم على ضوء البلاغ اتخاذ الإجراءات اللازمة، والشروع في البحث والتحري إلى أن تم العثور على الفتاة. مشيراً إلى أنه تمت إحالة الدعوى فور القبض على الفتاة إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحكم الاختصاص. وقد زارت "الوطن" الفتاة، التي تم القبض عليها، وإيداعها بدار رعاية الفتيات بمكةالمكرمة، حيث اتهمت أسرتها باستغلالها وحرمانها من حقوقها بعد أن توفي والدها. وقالت (ن.ر) إن معاناتها بدأت بعد وفاة والدها حينما تقدم ثري لطلب يدها للزواج وهي في العشرين من عمرها، حيث تم الأمر بسرعة، وبعد زواج دام لثلاث سنوات، رزقت خلاله بطفلة (عمرها الآن عامان) وقع الطلاق، بعد أن اكتشفت أن زوجي يخونني مع أخرى. وأوضحت أنها بعد ذلك اضطرت للعودة من جديد إلى بيت والدها، ولكنها لم تجد مكانا لها، لأن البيت أصبح لأخيها، مما اضطرها ووالدتها للعيش في بيت أختها. مشيرة إلى أن زوج أختها بدأ يتحرش بها، على حد زعمها، مما دفعها للقبول بالزواج من آخر تزوجها لتقوم على خدمة والده المريض، بعد أن سئمت زوجته الأولى من خدمة أبيه وتركت له منزل الزوجية، وبمجرد أن عادت زوجته الأولى طلقني بعد مرور 7 أشهر من زواجنا. وتضيف (ن.ر) قررت أن أعتمد على نفسي وتعلمت مهنة "كوافيرة" وأتقنتها فكانت مصدر دخل جيد لي لكي أهنأ بحياة كريمة، لكن أخي ووالدتي بدؤوا يأخذون كل دخلي المادي دون أي وجه حق. وفي هذه الأثناء تقدم شخص آخر للزواج مني، وتم الأمر، ولكن اتضح لي فيما بعد أن هدفه كان الحصول على قرض المساعدة على الزواج، وبعدما تم له ذلك طلقني بعد ثلاثة أشهر. وقالت إنها هربت من بيت أسرتها خوفا من زواج جديد وطامع جديد بدخلها الذي تجنيه من كدها وعرق جبينها، مشيرة إلى أنها بعدما تركت منزل أسرتها، سكنت في إحدى الشقق السكنية واستطاعت تأمين حياتها من عملها "كوافيرة"، و"بائعة في مجال التسويق". مشيرة إلى أنها صدمت ببلاغ شقيقها ضدها. وقد وضعت "الوطن" القضية على طاولة الأستاذ المشارك بكلية الشريعة وأصول الفقه بجامعة أم القرى عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في مكةالمكرمة الدكتور محمد السهلي، الذي قال بدوره إن "النبي صلى الله عليه وسلم، خير قدوة وامتثال في خيرية الإنسان وإحسانه لأهله، حيث قال (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، وقوله صلى الله عليه وسلم (رفقا بالقوارير)، فيجب الإحسان للمرأة الأم والأخت والزوجة والابنة أو القريبة أومن سائر المسلمات، وفي الأثر "لا يكرمهن إلا الكريم ولا يهنهن إلا اللئيم". وأضاف الدكتور السهلي "الأصل أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته وهذا الحق تقره جميع التشريعات حتى القوانين الوضعية". كما طالب السيدة (ن.ر) وكل سيدة معنفة بالتوجه إلى القنوات الرسمية، مثل المحاكم ولجان حقوق الإنسان، من أجل أن تحفظ حقها، قبل أن تصبح هي المخطئة، بدل أن تكون صاحبة حق، فتهرب وتغيب عن منزل أسرتها وتصبح متغيبة ومطلوبة من قبل الشرطة. موضحاً أن هناك جهات حكومية وفرتها الحكومة تكفل حقوق النساء المعنفات أو اللواتي يتعرضن للاستغلال. وأضاف "هناك تعاون وثيق بين مقام إمارة منطقة مكةالمكرمة والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، كما أنشأت وزارة الشؤون الاجتماعية دورا للرعاية الأسرية بإمكانها أن تقدم إليها طلبا للحماية من ذويها الذين كان يفترض عليهم أن يتقوا الله ويكونوا لها الملاذ الآمن لا الطامعين بها وبما يعود عليها من كسب يديها لتأمين حياة كريمة لها".