بعد أكثر من عام على استهداف عناصر تنظيم داعش الإرهابي للمساجد في المنطقة الشرقية غير وجهته هذه المرة ليتوجه إلى المقاهي الشبابية، فكانت وجهته مقهى السيف بجزيرة تاروت، أحد أبرز المقاهي والمطاعم الخاصة بالشباب في المحافظة. ويعتبر مقهى السيف من أحدث المقاهي بالمحافظة وأجملها من حيث الموقع، حيث يتربع المقهى على واجهة بحرية بجلسات خارجية، بالإضافة إلى القاعات الداخلية، والذي يجتمع فيه بشكل يومي ما لا يقل عن 500 شخص ويزداد هذا العدد في الإجازات، واكتسب المقهى شهرة خاصة لتجمع عدد من الكتاب فيه بشكل شبه يومي، وتحوله إلى موقع نقاشات دائمة بين مختلف التيارات، والتي جعلت منه بالإضافة إلى موقعه مقهى ثقافيا. يقع المقهى في طرف المنطقة الصناعية بتاروت، حيث يبعد عن الأحياء السكنية حوالي 2 كيلو متر مما يجعل استهدافه من قبل التنظيم الإرهابي استهدافا خاصا لمرتاديه. وحسب المعلومات التي حصلت عليها "الوطن" فإن المقهى مجهز بأنظمة حماية ومراقبة، بالإضافة إلى وجود اثنين من حراس الأمن على بوابات المقهى، حيث يتمثل عملهم اليومي في منع دخول الأشخاص الأقل من السن المسموح به للدخول إلى المقهى ومعرفة الأشخاص الداخلين للمقهى والذين يشكلون خليطا من أهالي محافظة القطيف ومن خارجها بالإضافة إلى الأجانب. وشكل إعلان وزارة الداخلية مفاجأة لمالك المقهى الذي تفاجأ بالخبر من أحد زبائن المقهى الذي كان يتابع الأخبار أثناء تواجده بالمقهى ليفاجأ بأن المقهى المقصود بالعملية الأمنية هو ذات المقهى الذي يتواجدون فيه. واستمر العمل في المقهى بشكل اعتيادي طوال أمس، بالإضافة إلى الأيام الماضية دون أن يشعر مرتادو المقهى ومالكه بوجود أي حالة أمنية تهدد المقهى. وستشكل هذه العملية تغيرا جذريا في تعاطي مالكي المقاهي والمطاعم والمجمعات مع التهديدات الأمنية بعد أن دخلت ضمن الأماكن المستهدفة لتنظيم داعش، حيث ستكون أجهزة الحماية والتفتيش حاضرة في أغلب الأماكن لتكثيف الحماية لمرتاديها.