أحبطت الأجهزة الأمنية السعودية عمليتين انتحاريتين في محافظة القطيف في المنطقة الشرقية، إحداهما كانت تستهدف مسجداً في بلدة أم الحمام والأخرى مطعماً في جزيرة تاروت. وأعلنت السلطات توقيف سوريين اثنين للاشتباه بصلتهما بسعودي وسوري «جنّدهما تنظيم داعش لتنفيذ هجمات» وأوقفتهما نقطة أمنية في الدمام قبل أيام. وأعلنت وزارة الداخلية أن الجهات الأمنية تمكنت مساء أول من أمس من «إحباط عملية إرهابية وشيكة التنفيذ كانت تستهدف المصلين في مسجد المصطفى في بلدة أم الحمام في محافظة القطيف وقت صلاة المغرب، بعدما أثارت تحركات أحد الأشخاص الاشتباه في أمره من رجال الأمن الموجودين في الموقع، فبادروا باعتراضه والتحقق من وضعه، ما دفعه في تلك الأثناء إلى محاولة تفجير عبوة ناسفة موضوعة في حقيبة رياضية كان يحملها على ظهره». وأشارت إلى أن رجال الأمن «تعاملوا بسرعة مع الموقف وتم إفشال محاولته بعد إطلاق النار عليه، وشل حركته في شكل كامل والسيطرة عليه وتجريده من الحقيبة التي كانت في حوزته، إذ اتضح أنها مشركة بكمية من المواد المتفجرة وزنها أربعة كيلوغرامات، وتوفي أثناء نقله إلى المستشفى، وبتفتيشه عُثر على بطاقة مقيم من الجنسية الباكستانية جارٍ التثبت منها». وقال ل «الحياة» الناطق باسم الداخلية اللواء منصور التركي أن «الجهات الأمنية تنتظر نتائج التحقيقات للتثبت من هويته (منفذ المحاولة القتيل)، وإن كان وجوده في الأراضي السعودية نظامياً». وأضاف أن «إجراءات التحقيق لا تزال قائمة، وسيتم إعلان بيان إلحاقي في ضوء ما يتضح منها».(للمزيد). وقال ل «الحياة» القائم على مسجد المصطفى علي العادي إن «الطاقة الاستيعابية للمسجد تبلغ 500 مصل و400 مصلية، إلا أنه بسبب الأوضاع الأمنية كان مصلى النساء مغلقاً، ولولا جهود رجال الأمن لكانت الخسارة كبيرة». وأوضح: «خلال صلاة المغرب وفي الركعة الثانية تحديداً، سمعنا صوت إطلاق رصاص، فبادر حراس المسجد بإغلاق بوابة المسجد، حتى أتممنا الصلاة، وخرجنا بعدها لنقف على المواجهة الأمنية التي وقعت بين رجال الأمن والإرهابي الذي كان قُتل حينها». وأضاف: «عندما باشرت الجهات الأمنية موقع الحادثة، حاولنا بقدر الإمكان عدم وجود تجمهر، مع تطمين الموجودين إلى أن الجهات الأمنية واعية وترصد تحركات الإرهابيين في شكل متواصل وتعمل على حماية المواطن. ومهما يكن للإرهابيين من مخططات إلا أن مصيرهم الفشل، ولم تؤثر الحادثة في عدد المصلين، وانتهى الأمر بفضل رجال الأمن بهدوء». وفي واقعة منفصلة، كانت إحدى نقاط التفتيش في مدينة الدمام اشتبهت يوم الجمعة الماضي «بمركبة يستقلها شخصان، وعند استيقافها ظهرت عليهما حال شديدة من الارتباك ثم حاولا المقاومة والفرار، إلا أن رجال الأمن تمكنوا من السيطرة عليهما في شكل كامل، وبتفتيشهما وسيارتهما عثر في حوزتهما على سلاح ناري وحزام ناسف مكون من سبعة قوالب محشوة بمادة شديدة الانفجار بلغ وزنها الإجمالي 7.3 كيلوغرامات وكانت في حال تشريك كاملة». وأوضح الناطق باسم الداخلية أن «التحقيقات أظهرت في نتائج أولية أن مستقلّي المركبة هما عبدالله عبدالرحمن عبدالله الغنيمي (سعودي الجنسية) يبلغ من العمر 27 عاماً، وحسين محمد علي محمد (سوري الجنسية) يبلغ من العمر 24 عاماً، وتم تجنيدهما من عناصر تنظيم داعش في الخارج للقيام بعملية انتحارية تستهدف مطعم ومقهى السيف في مدينة تاروت، وحدد موعد تنفيذها في الساعة الحادية عشرة من مساء اليوم ذاته، إلا أن يقظة رجال الأمن حالت دون ذلك. وتم بناءً على التحقيقات التي لا تزال قائمة في هذه الجريمة القبض على شخصين آخرين من الجنسية السورية». وأكد اللواء التركي ل «الحياة» أن الموقوفين «لا سوابق أمنية لهما». وقال إن «الجهات الأمنية تواصل مهماتها للكشف عن أي علاقة بين المتورطين في المحاولتين الإرهابيتين اللتين تمكنت أجهزة الأمن من إحباطهما هذا الشهر». من جهتها، أكدت هيئة كبار العلماء في السعودية أن من فجر نفسه جمع بين موبقتي قتل النفس المسلمة (فجزاؤه جهنم خالداً فيها)، وقتل نفسه بالانتحار (من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة). وأوضحت بحسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن «داعش» منهجهم تكفير المسلمين، ووظيفتهم تفريق الأمة، وغايتهم تمكين الأعداء، وأن من دخل مع «داعش» أو ناصرهم، أو زيّن أعمالهم، فإنه شريك في قتل المسلمين.