فيما قالت تقارير روسية إن إستراتيجية الرئيس التركي رجب إردوغان الحالية، تتوقف على موقف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، ليس فقط من تركيا والأحداث الداخلية فيها، بل وأيضا موقف الطرفين من الأزمة السورية والأكراد، ذكر مراقبون أن إردوغان يبحث على خلفية توتر علاقاته مع الغرب عن حلفاء في المنطقة وأهمهم روسياوإيران، نظرا لتناقضات البلدين مع السياسات الغربية، وظهور خطوط تماس في المواقف قد تتسبب في إزاحات ما في مواقف أنقرة وتبديل أولويات الرئيس إردوغان وفريقه. لا سيما بعد الآثار المترتبة على محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي، وتكرار العمليات الإرهابية التي كان آخرها حادث التفجير الذي وقع بولاية غازي عنتاب مساء السبت الماضي، وتسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى. وقال المحلل السياسي، أليكسي موخين، إن احتمال اتفاق تركيا مع إيران، هو مثل اتفاقها مع روسيا. أي أنه نظريا ممكن، ولكنه لن يكون بعيد المدى. لأنه مع تراكم التناقضات ستقل أهميته تدريجيا، كما يجب ألا ننسى أن إردوغان مضطر إلى الصداقة مع إيران، بسبب استفزاز شركائه الغربيين، الذين يؤكدون حاليا عدم رضاهم عنه". توتر العلاقات التركية
بحسب رأي الخبراء، فقد يحاول المسؤولون الأميركيون، نظرا لتزايد التناقضات في العلاقات بين تركياوالولاياتالمتحدة، إقناع إردوغان بخطأ انتهاج سياسة التقارب مع موسكو وطهران. ولكن من غير المحتمل أن يتفق معهم إردوغان لأسباب كثيرة، أهمها أن التحول السريع في سياسة تركيا الخارجية بدأ مع بداية الصيف الحالي، عندما استأنفت العلاقات مع إسرائيل، ثم قرر إردوغان التصالح مع روسيا. وفي حين أن علاقات أنقرة مع موسكو تحسنت بصورة ملحوظة، بعد فشل المحاولة الانقلابية، فإن علاقات تركيا توترت مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وربما ينعكس كل ذلك على علاقات أنقرة مع حلف الناتو نفسه.
الحاجة لحلفاء يعتقد الخبراء أن موقف إردوغان لم يتغير، لأنه بحاجة في ظروف الخلافات مع الولاياتالمتحدة إلى حلفاء أقوياء، على الرغم من أن إنشاء علاقات معهم لن يكون سهلا. وبحسب رئيسة مركز آسيا والشرق الأوسط في معهد الدراسات الإستراتيجية آنَّا جلازوفا، ستكون تسوية الأزمة السورية هي الموضوع الرئيسي في لقاء إردوغان مع نظيره الإيراني حسن روحاني. وبصرف النظر عن أن "هذا الائتلاف يبدو للوهلة الأولى اختراقا جديا، ولا سيما أن الدول الثلاث فعلت الكثير في هذا الاتجاه، فإننا يجب أن نفهم أن لكل منها مصالحه الخاصة في إعادة إعمار سوريا، التي قد لا تتطابق بعضها مع البعض الآخر. لذلك إذا تحدثنا عن الآفاق السياسية، فإن الحديث سيدور حول المسألة الكردية، التي سبق أن طرحت خلال لقاءات الرئيسين التركي والإيراني في 20 يوليو الماضي.