وسط صمت من المنظمات الإنسانية العالمية تواصل ميليشيات الحوثي وخليفهم المخلوع صالح قصف المدنيين الأبرياء في الحد الجنوبي للمملكة، دون مراعاة قواعد الاشتباك العسكري، أو المواثيق الدولية المشددة على تجنيب المدنيين ويلات الحروب. تعازي ذوي الشهداء نقل أمير منطقة نجران الأمير جلوي بن عبدالعزيز، تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، لذوي الشهيد سعيد بن علي آل قفلة، الذي استشهد إثر سقوط مقذوف عسكري بمدينة نجران، مصدره الأراضي اليمنية. وأكد أمير نجران لدى زيارته مقر عزاء أسرة الشهيد في مركز مستورة أمس أن المواقف النبيلة التي ظهر عليها أسر الشهداء، هي أجلّ دليل على صدق التضحية والفدائية من أجل الوطن، وأبلغ رد على الأعداء والمتربصين بأمننا واستقرارنا وما نهنأ به من نعم وحياة كريمة. فخر واعتزاز عبّر والد الشهيد عن فخره واعتزازه باستشهاد ابنه في حدث مسّ أرض الوطن، مؤكدا أنه زاد فخرا باستشهاد ابنه، الذي يعد ثاني الشهداء من أسرته بعد ابن عمه، داعيا المولى أن يحفظ للوطن قيادته الحكيمة ورجاله البواسل، ويحميه من كل سوء ومكروه. استهداف المدنيين استقبل مستشفى الملك خالد في منطقة نجران أمس ثلاثة مقيمين نتيجة إصابتهم باستهداف مباشر بصاروخ حوثي على سوق ومعارض السيارات، المعروف بوجود أكبر عدد ممكن من المدنيين به في المدينة الصناعية بالمنطقة. وأكد مصدر طبي بصحة المنطقة إصابة المقيمين بجروح متفرقة بعضهم حالته حرجة، وأجريت لهم العلاجات اللازمة، وتم تنويمهم. المدني يحاصر الحريق أوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بالمنطقة المقدم علي بن عمير آل جرمان، أنه عند الساعة السابعة والنصف من صباح أمس، باشرت فرق الدفاع المدني بلاغا عن سقوط مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية، ما نتج عنه إصابة ثلاثة مقيمين، حيث تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، والسيطرة على حريق السيارات الناجم عن المقذوف، وتطبيق الإجراءات المتخذة في مثل تلك الحالات. رواية المصابين روى ل"الوطن" بطاح علي يمني الجنسية أحد مصابي قصف الحوثيين لمجمع مستورة في حي الغويلا أول من أمس قائلا: ربما لا يصدق البعض أن شخصا بكامل قواه العقلية يلقي بنفسه إلى التهلكة من الدور العلوي، لكن ذلك هو الواقع حين تجد نفسك على مشارف أبواب الوداع بالحريق وقد غصت نفسك وتوقفت لغة الكلام، ليعزف القلب على أوتار الحسرة والحزن، فكم هي مؤلمة تلك اللحظات، هذه لحظات عشناها في غضون نصف ساعة عندما احترقت الشقة التي تم استئجارها لقضاء وقت الراحة فيها قبل مواصلة العمل بعد صلاة العصر. وأضاف: من شدة الانفجار للقذيفة التي أطلقها الانقلابيون الذين يدعوا ويزعموا بأن هدفهم مصلحة الشعب اليمني، كسر السلم الحديدي لها فكان الخيار إما الاستسلام للهيب النار أو القفز من أعلى المبنى، وهذا ما حصل في ظل عدم توفر اشتراطات السلامة داخل المجمع، وكانت الإصابات متعددة ما بين كسور وجروح وأخطر الإصابات لمجاهد منصور بالظهر، الذي لا يزال يتلقى العلاج بالمستشفى من شدة الإصابة.