كشف المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأميركية والباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ماثيو ليفيت، أن إيران وحزب الله، كثفوا خلال السنوات العشر الماضية نشاطهم في دول أميركا اللاتينية، مبينا أن هذا الواقع يحظى بالاهتمام الكامل من مسؤولي الاستخبارات ونظرائهم جنوب الحدود. وأضاف أن التفجير الذي استهدف الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية "آميا" في بوينس آيرس، لفت الانتباه إلى عمليات حزب الله في أميركا اللاتينية، وفقاً لتوجيهات إيران، وأن الخارجية الأميركية عبرت عن قلقها من أعداد الدبلوماسيين التي كانت تضمّها السفارات الإيرانية في المنطقة، الذين يعتقد أن بينهم عناصر إرهابية. وحسب ليفيت فإن المدّعي العام الأرجنتيني، ألبيرتو نيسمان، الذي قُتل مؤخّراً خلال تحقيقه في التفجير، أصدر تقريراً حذّر فيه من التسلل الإيراني في عدد كبير من دول القارة. منطقة الحدود الثلاثية قال ليفيت إنه في البرازيل تحديداً، أدرجت وزارة المالية الأميركية هويات مجموعة من العناصر التابعين لحزب الله في "منطقة الحدود الثلاثية" التي تشمل البرازيل والباراجواي والأرجنتين عام 2006، حيث تقوم بتزوير الوثائق والاتجار بالمخدّرات. وأضاف أنه في أبريل 2011، نشرت مجلّة "فيجا" وثائق استخباراتية تشير إلى أن عميل المخابرات الإيرانية، محسن رباني، يتسلّل كثيراً إلى البرازيل، وجند 24 شابا للمشاركة في صفوف "التنشئة الدينية" بطهران، مشيرة إلى أن النشاط الإيراني "يظهر في البرازيل جيلا من المتطرّفين". وحول أهداف الحزب قال ليفيت إنه منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي، أدارت إيران شبكة مخابرات بالقارة الجنوبية، وسرعان ما حذا حزب الله حذوها، مشيرا إلى أن عناصر إيران وحزب الله تواصل تطوير شبكات المخابرات والدعم اللوجستي في المنطقة من دون رادع. وأضاف أنه في عام 2011 تم إحباط واحدة من أكبر مخطّطات حزب الله لغسل الأموال، مبينا أن إيرادات التجارة غير الشرعية تستخدم في شراء الأسلحة التي استخدمها في الصراع السوري وتمويل المنظمات الإرهابية.
مصالح واشنطن أكد الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الأمن الأدنى أن وجود حزب الله في أميركا اللاتينية يشكل خطراً على أمن الولايات المتّحدة والمصالح الأميركية، قال ليفيت إن المسؤولين في واشنطن يشعرون بالقلق الشديد إزاء تصاعد أنشطة المخابرات الإيرانية وحزب الله في المنطقة، مشيرا إلى ضرورة إعادة النظر في التهديد الذي يشكّله الحزب. ولفت إلى تقرير وزارة الخارجية الأميركية لعام 2015، الذي أشار إلى إحباط إحدى مؤامرات الحزب في بيرو. واستبعد ليفيت إمكانية استهداف حزب الله لدورة الألعاب الأولمبية الجارية حاليا في ريو دي جانيرو، مشيرا إلى أن الإجراءات الأخيرة التي اتّخذتها الأجهزة الأمنية، بما فيها اعتقال 12 برازيلياً أعلنوا ولاءهم لتنظيم داعش، تدل على الجهود المكثفة التي تُبذل لمنع وقوع هجوم إرهابي خلال الدورة، مبينا أن للحزب جذورا مترسّخة في المنطقة بشكل عام وفي البرازيل بشكل خاص، وقد يستخدمها لدعم عملية ما، إذا ما تلقى تعليمات بذلك.
الحد من المخاطر دعا ليفيت إلى اتخاذ خطوات للتخفيف من حدّة التهديدات التي يشكّلها حزب الله وإيران في أميركا اللاتينية، وقال إن المسؤولين الأميركيين شددوا على التزام الإدارة باستهداف النطاق الكامل لنشاط حزب الله، ففي ضوء تاريخ الحزب وإيران الحافل بالسلوك التهديدي في أميركا الجنوبية والذي ازدادت حدّته مع ارتفاع وتيرة أنشطتهما الخبيثة في المنطقة وطبيعتها، من الضروري جداً توفير الاهتمام المطلوب وتخصيص الموارد اللازمة لتعقّب تهديداتهما ومكافحتها. ممارسات الحزب تزوير الوثائق الاتجار بالمخدرات غسل الأموال تجنيد متطرفين شراء الأسلحة تنفيذ عمليات إرهابية