في الوقت الذي تتركز فعاليات سوق عكاظ على الجادة خلال الأيام المتبقية من عمر الدورة العاشرة التي ستختتم الجمعة المقبل، أعادت بعض محتويات ومعارض الجادة "بعضها للبيع" والأغلب للعرض والتثقيف، الذكرى التراثية للسوق، حيث استعاد بعض المؤرخين أبرز ما كان يحفل به السوق من معروضات قبل 1500 عام، وهي البضائع التي لا يمكن أن توجد الآن ضمن معروضاته. ويرى بعض المؤرخين أن المعارض الدولية اليوم على ما بها من تنسيق وتنظيم وابتكار لم تبلغ ما بلغته سوق عكاظ قديما، من حيث كثرة الرواد وتعدد الأهداف واستيعاب قبائل وشعوب مختلفة حيث يلتقي اليمني والعراقي والعماني والشامي بالنجدي والحجازي والهجري، وتؤمه تجارة الفرس والأحباش، كما تعرض به بضائع العراق والبصرة وهجر وعدن وبلاد الشام. كرنفال ثقافي وتجاري يقول أستاذ التاريخ بجامعة الطائف الدكتور عائض الزهراني، إن سوق عكاظ كان يحوي كل ما يمكن أن يحتاجه البشر في تلك الفترة فهو سوق تجاري على هامشه كرنفال ثقافي يتمثل في الشعر والمفاخرة والنص الخطابي. وأضاف "الكثير من البضائع كانت تتواجد مثل المنسوجات والأطعمة والحيوانات مثل الإبل والأغنام والحلي بجميع أنواعها والسيوف، كما كان هناك موقع لتجارة الأسلحة التي منها السيوف والرماح والدروع والخناجر، بحكم أن الجزيرة العربية تخوض العديد من معارك القبائل أو مع دول أخرى مثل الفارسية أو الرومانية، وكما كانت عكاظ بها صهوة الكلمة كان الفارس حاضرا بسيفه وسنانه". وبين أن تجارة قريش "رحلة الشتاء والصيف" للشام واليمن، كان جزء منها يرحل من أسواق مكة إلى الطائف والأسواق التي كانت في الطائف مثل قبيلة ثقيف ترحل أيضا لهذا الموسم الكبير، وكانت البضائع متنوعة حتى الأطعمة موجودة لأنهم يمكثون فترة معينة بالسوق وبعض صناع الأغذية مثل الثريد والسقاية والمشروبات. وذكر أن ما يسمى سوق الخميس والجمعة والربوع حاليا هي أسواق بمناطق معينة، وتمثل مناطقها وقريبة جدا من إطار سوق عكاظ الذي يمثل العرب بشكل كامل، ويأتون له الحجيج من كل مكان فكان يسمى "حج وقضاء مصالح".
بضائع فارسية يؤكد المؤرخ محمد منصور الشريف، أن البضائع التي عُرفت بسوق عكاظ هي الأدم والحبال والخيول والغنم والإبل والحبوب والزبيب والفواكه، وأشار إلى أن البضائع التي كانت تأتي من فارس كانت هي البارزة حيث كان كسرى يرسل بضائع فارس وتباع في سوق عكاظ ويتسابقون ويتنافسون من أجلها مثل الأقمشة والحرير والمنسوجات والسيوف الفارسية والعبيد، وكان الأسير إذا لم يجدوا من يفديه من أسرته أو قبيلته يعدونه مولى ويبيعونه مثل "زيد بن حارثه" تم أسره وبيعه في مكة واشترته خديجة وأهدته للرسول. دباغة الجلود يؤكد الكاتب والمؤرخ حماد السالمي، أن البضائع المعروفة بالسوق التاريخي هي الأسلحة والسيوف والملابس والحلي والجلود الطائفية المدبوغة وصناعات فارسية وحبشية، وكان من أهم تلك السلع في سوق عكاظ دباغة الجلود التي اشتهرت بها الطائف وثقيف.