بعدما أعلنت أخيرا عن تواجدها العسكري في شرق ليبيا مقابل الغارات الأميركية في الغرب، باتت فرنسا طرفا رئيسيا في الصراع الإقليمي على التراب الليبي، بما يعكس تضارب المصالح الأميركية الفرنسية، بحجة مكافحة الإرهاب وتمدد داعش في البلاد. وفيما تشير الحقائق إلى أن الوجود الأجنبي في ليبيا يأتي بالدرجة الأولى. صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية الأراضي الليبية أصبحت مرتعا لأجهزة المخابرات الأجنبية التي تعمل في إطار تقسيم ليبيا ونشر الفوضى بها حتى تتم الاستفادة من ثرواتها وخيراتها، خاصة أن البترول الليبي والغاز مطمع الدول الغربية والسيطرة على طرق الهجرة وتجارة السلاح. وقالت إن فرنسا كانت تقرّ فقط بأن طائراتها تحلق في ليبيا لجمع معلومات ضمن مجهود لمكافحة تنظيم داعش، مشيرة إلى تحقيق نشرته صحيفة "لوموند" في أواخر فبراير الماضي بعنوان "حرب فرنسا السرية في ليبيا"، وأكدت فيه أنها على علم بوجود قوات فرنسية خاصة في الشرق الليبي، كما تحدثت عن ضربات جوية منسقة محددة الأهداف بين فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا لمنع توسع داعش في ليبيا. وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج المنبثق عن اتفاق الصخيرات في 17 ديسمبر من العام الماضي، قد عبر عن استيائه من نشر قوات فرنسية في الشرق الليبي دون علمه، فيما أشار مراقبون إلى حالة الانقسام الموجودة حاليا في ليبيا، لافتين إلى أن المجلس الرئاسي بغرب البلاد يواجه رفضا من الحكومة والبرلمان اللذين يعملان في شرق البلاد وهو ما يعطل عملها في القضاء على الإرهاب ومنع تمدد داعش في المنطقة مقابل التدخل الغربي السافر. وقال المراقبون إن التدخل العسكري الفرنسي في ليبيا يأتي لبسط مناطق نفوذ بالنسبة لها واتساع رقعتها حتى تكون جزءا من الرقعة الدولية والإقليمية في الشرق الأوسط، وأن تحركات فرنسا في ليبيا تمثل ما يسعى إليه المجتمع الأوروبي وحلف الناتو الذي لا يريد الاستقرار لليبيا حتى يكون البترول تحت سيطرتهم باستمرار. مساعدات إنسانية في إطار عملها الإنساني، قدمت فرنسا منحة مالية للجنة الدولية للصليب الأحمر، قدرها 450 ألف يورو لتقديمها على هيئة مساعدات إنسانية في ليبيا وستتركز على الدعم المادي والتقني لكافة المستشفيات والمرافق الصحية في ليبيا، وذلك وفقا لموقع وزارة الخارجية الفرنسية. ونقل الموقع أن فرنسا تنوي تمويل فريق طبي بغرض إجراء عمليات جراحية في تونس وعلاج الجرحى المصابين في العمليات القتالية ضد تنظيم داعش في سرت، كما تنوي إرسال شحنة جديدة من الأدوية إلى المستشفيات الليبية بالتعاون مع ألمانيا، تضاف إلى الشحنة التي أرسلت في أبريل الماضي. دعم البرامج التعليمية وقع الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف"، في العاصمة تونس، اتفاق شراكة لمساعدة الشباب الليبي في مشاريع تنموية وبرامج تعليمية وثقافية في خطوة تهدف لإدماجه في الدولة التي تعاني منذ خمس سنوات حالة من التفكك والصراع. وقالت سفيرة الاتحاد الأوروبي بليبيا، ناتاليا آبوستولوفا، في مؤتمر صحفي، إنه تم تخصيص برامج بقيمة تزيد عن 3.6 ملايين يورو لمساعدة الشباب الليبي وإدماجه في الحياة العامة، مشيرة إلى أن المشروعات تشمل برامج التعليم والترفيه والصحة وغيرها. يذكر أن الاتحاد الأوروبي قد أعلن في يونيو الماضي عن منح مساعدات مالية بأكثر من 6 ملايين يورو، لليبيا لدعم جهود الاستقرار في البلاد.