"عذرا .. اكتمل العدد"، بهذه اللافتة تستقبل مكاتب حملات الحج بالرياض زبائنها، بعد أن أغلقت الكثير منها حجوزاتها منذ أسبوعين، وسط إقبال كبير من الراغبين في أداء المناسك، حيث لم يتردّد بعضهم في دفع مبالغ إضافية لأصحاب الحملات ليوفروا لهم مقاعد شاغرة على طريقة "السوق السوداء". وزارت "الوطن" عددا من مكاتب حملات الحج في الرياض خلال اليومين الماضيين، ولاحظت إغلاق الكثير منها لأبوابها, وتعليق أخرى لافتات تعتذر عن التسجيل, فيما يتواجد موظفون في بعض المكاتب لاستكمال أوراق تسجيل زبائنهم, كما لا يزال عدد محدود يستقبل الطلبات على الفئات التي تجد عزوفا من الملتحقين لبعدها مسافات طويلة عن منطقة جسر الجمرات. وبرر موظفون في حملات حج التقت بهم "الوطن" هذا الإقبال اللافت على التسجيل في حملاتهم باكتمال توسعة الجمرات, وتوفير قطار المشاعر, وتلاشي وباء "أنفلونزا الخنازير" الذي كان هاجسا كبيرا للحجاج في مثل هذه الأيام من العام الماضي. وقال الموظف في حملة حج "ثامر المالكي"، إن حملته أغلقت حجوزاتها قبل أكثر من شهر على بدء مناسك الحج وهو وقت مبكر لم يحدث في الأعوام الماضية, مشيرا إلى أن سعر حملته في حدود 6 آلاف ريال، واستطاع استكمال العدد المطلوب قبل 3 أسابيع, ووجد إحراجا من بعض زملائه ومعارفه الذين يطلبون منه توفير مقاعد إضافية لكنه لم يتمكن. وبين الموظف محمد العتيبي، أن عددا من الزبائن أبدوا استعدادهم دفع مبالغ إضافية تزيد على سعر الحملة بأكثر من ألف ريال لتوفير مقاعد شاغرة لهم في الحملة، لكنه اعتذر لكونه ارتبط مع الزبائن، ولديه عدد محدود لا يستطيع تجاوزه, مضيفا أن بعض الحملات رفعت أسعارها في الأسبوع الأخير نتيجة تزايد الطلب عليها, ومع ذلك وجدت إقبالا كبيرا من الراغبين في أداء الفريضة. ويرى المواطن عبدالله الحارثي، أن أسعار الكثير من الحملات مبالغ فيه بشكل كبير, لافتا إلى أنه في الأعوام السابقة كان الحاج يستطيع الالتحاق بحملة توفر خدمات ممتازة بسعر لا يزيد على 3 آلاف ريال، ولكن الأسعار زادت الآن بأكثر من الضعف دون مبرر، رغم أن مواقعها لم تتغير والخدمات التي تقدمها كما هي. وطالب الجهات المختصة بفرض رقابة صارمة على حملات الحج مستقبلا, وأن توحّد الأسعار والخدمات في كل فئة منعا للتلاعب في الأسعار التي يضعها أصحاب الحملات حسب مزاجهم. وأضاف أنه بحث عن حملات حج للالتحاق بها طوال الأسبوع الماضي ولم يجد مقعدا, ولجأ لأصدقائه في مدن أخرى ليوفروا له حملة مناسبة يلتحق بها في المخيم الخاص بها في المشاعر ولم يجد أيضا, ما أجبره على تأجيل الحج للعام المقبل بعد أن يسجّل مبكرا في حملة مناسبة.