انتقدت دوائر سياسية مصرية إصدار بريطانيا قبل أيام قرارا بمنح اللجوء السياسي لأعضاء في الإخوان، معتبرة أن هذا القرار يتناقض مع المحاكمات التي تجري مع قيادات الجماعة، والتي تؤكد تواطؤهم في أعمال عنف منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013. وكانت وزارة الداخلية البريطانية أصدرت لائحة أشارت فيها إلى أن "بعض أعضاء الجماعة الحاليين والسابقين مؤهلون لطلب اللجوء، بدعوى تعرضهم للاضطهاد والضرر الجسيم من السلطات المصرية". وحددت اللائحة الشروط والقواعد العامة، الخاصة بتقديم الطلبات، والتي تمثلت في "إمكان قبول اللجوء لقيادات في الجماعة أو الذين كان لهم نشاط سياسي، خصوصا في المظاهرات، إذا أمكنهم إثبات تعرضهم للضرر والاضطهاد داخل مصر، عبر الاحتجاز أو سوء المعاملة أو المحاكمات غير القانونية والعقوبات غير المتناسبة". مواقف متناقضة قال مراقبون إن القرار يتعارض مع التقرير البريطاني الذي صدر في ديسمبر الماضي بشأن نشاط الإخوان، وقالت فيه حكومة رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، إن "جزءا من الإخوان لهم علاقة غامضة للغاية مع التطرف العنيف". وأشاروا إلى أن التقرير أوصى حينها برفض تأشيرات الدخول لأعضاء الإخوان أو المرتبطين بهم، ممن لهم تصريحات تؤيد أو تحبذ العنف والتطرف، والتأكد من أن المنظمات الخيرية المرتبطة بالإخوان لا تستخدم في تمويل الجماعة وإنما تقوم بعمل خيري فقط، واستمرار متابعة وتدقيق إذا كانت آراء ونشاطات الإخوان تتسق مع القانون البريطاني"، وذلك على خلفية قرار أصده كاميرون بإجراء تحقيق عاجل حول جماعة الإخوان ونشاطها في بريطانيا، بسبب المخاوف من قيامها بأنشطة إرهابية، فضلا عن التحقيق في فلسفة وأنشطة الجماعة، وكيف ينبغي أن تكون سياسة الحكومة البريطانية تجاهها. سياسة المصالح قال رئيس حزب التجمع الأسبق الدكتور رفعت السعيد، إنه أكد من اللحظة الأولى التي تحدث فيها البعض عن تحول في مواقف بريطانيا لا تصب في مصلحة الإخوان، إنه كلام لا أساس له على أرض الواقع، مشيرا إلى أن القرار البريطاني بمنح اللجوء السياسي لأعضاء بالإخوان لا يتناقض مع علاقة المصالح التي تربط بريطانيا بالإخوان، وهي المصالح التي جسدها عمل الإخوان بشكل علني تحت زعامة إبراهيم منير الذي يتخذ للتنظيم مقرا بضاحية كريكلوود بشمال لندن". موقف غير مستغرب أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان، الدكتور جهاد عودة، أن الأجهزة البريطانية مخترقة من التنظيم الدولي للإخوان، وتسمح بريطانيا للإخوان بالعمل والانتشار داخل الأراضي البريطانية تحت مظلة أنشطة 52 منظمة وجمعية خيرية تابعة للجماعة بشكل مباشر وغير مباشر، إذ تتركز شبكة الإخوان في ضاحية إيلنيج في لندن، ولذلك فإن المواقف التي تخرج من لندن لن تكون بأي حال من الأحوال لمصلحة مصر ضد الإخوان، وأضاف أن الموقف البريطاني غير مستغرب على الإطلاق، إذ إن بريطانيا كانت هي الدولة التي شجعت على قيام وتأسيس جماعة الإخوان منذ نشأتها على يد حسن البنا، داعيا الدبلوماسية المصرية إلى التحرك على كل المستويات الإقليمية والدولية لمواجهة تلك المواقف".