في ما عُدّ تضييقاً جديداً على جماعة الإخوان المسلمين، واستجابة من بريطانيا لمناشدات حلفائها، قرّر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس تكليف سفير بلاده لدى السعودية سير جون جنكنز بإعداد تقرير يتقصي «فلسفة وقيم الإخوان المسلمين، وصلاتهم بالتطرف والعنف»، على أن يُرفع إليه التقرير بنهاية تموز (يوليو) 2014. وقالت صحيفة «التايمز» أمس إن مستشار الأمن القومي البريطاني سير كيم داروك بدأ بالفعل تنفيذ توجيهات كاميرون بالتحقيق في «أنشطة وفلسفة» جماعة الإخوان المسلمين، والتحقق مما إذا كانت تتخذ بريطانيا مقراً لاجتماعاتها وخططها لشنّ هجمات على بلدان الشرق الأوسط. وبعد تصنيف مصر والسعودية والإمارات «الإخوان» تنظيماً إرهابياً، وتحقيق بريطانيا في أنشطتهم، لن يعود بإمكانهم التآمر إلا في الدوحة والخرطوم وإسطنبول، حيث يتركز قادتهم وتنظيمهم الدولي. وسيشمل التحقيق البريطاني قيام وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات الخارجي (ام آي 6) بمعرفة مدى مسؤولية الجماعة عن قتل ثلاثة سياح في حافلة مصرية في شباط (فبراير) الماضي، فضلاً عن سلسلة من الهجمات الأخرى. وسيقوم جهاز الاستخبارات الداخلي (ام آي 5) بالتحقق من عدد قادة وأعضاء «الإخوان» المقيمين في بريطانيا منذ إطاحة الشارع المصري بالرئيس السابق محمد مرسي العام الماضي. وكشفت صحيفة «الغارديان» أمس أن «الإخوان» يديرون أنشطتهم ومؤامراتهم من مكتبين متلاصقين في حي كريكلوود برودواى شمال غربي لندن. وذكرت «التايمز» أمس أن جهات لم تسمّها قدّمت إلى الحكومة البريطانيا أدلة تثبت أن «الإخوان» عقدوا اجتماعاً في لندن نهاية 2013 لوضع استراتيجية جديدة لجماعتهم بعد إطاحتهم في مصر. ونسبت إلى رئيس الاستخبارات الخارجية البريطاني السابق سير ريتشارد ديرلوف قوله إن الجماعة «تنظيم إرهابي في حقيقة أمره». وأشارت صحيفة «ديلي ميل» أمس إلى أنه «معلوم أن رئيس الوزراء البريطاني تعرّض لضغوط في هذا الشأن من مصر والسعودية». ونسبت إلى متحدث باسم رئاسة الحكومة في لندن القول إن التحقيق الذي أمر به كاميرون سيسفر عن تحديد سياسة الحكومة البريطانية إزاء تنظيم «الإخوان المسلمين». وكتبت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس أن لندن هي المنطلق الجديد الذي يتخده «الإخوان» لصياغة رسالتهم الدولية. وأكدت صحيفة «الغارديان» أن قرار كاميرون يأتي استجابة لرغبة حلفاء وثيقي الصلة ببريطانيا.