كشفت مصادر يمنية مشاركة في مفاوضات السلام في الكويت أن وفد الحوثيين كان يخطط خلال الأيام الماضية لإنهاء التفاوض ومغادرة الكويت، مشيرة إلى أنهم اتخذوا هذا القرار قبل عدة أيام. وأضاف المصدر - الذي رفض الكشف عن هويته - في تصريحات إلى "الوطن"، أن عددا من أعضاء الوفد الانقلابي طالبوا المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بتوفير طائرة لمغادرة الكويت، إلا أن الأخير رفض بشدة التجاوب مع هذا الطلب، وهدد الوفد الانقلابي بأنه سوف يحملهم كل المسؤولية المترتبة على هذا المسلك. وأضاف المصدر أن الانتصارات المتلاحقة التي حققتها المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية في منطقة الصراري بمحافظة تعز أصابت الانقلابيين بالتوتر الشديد، ودفعتهم إلى اتخاذ هذا القرار. وقال "الانقلابيون يمارسون الازدواجية بشكل علني، ومن المعروف أن استئناف الجولة الثانية لم يشهد الاتفاق على أي وقف للقتال، ولم يتضمن هدنة عسكرية. وتناسى الانقلابيون أنهم خلال الجولة السابقة قاموا بمهاجمة معسكر العمالقة واحتلوه، رغم أن طرفي التفاوض أعلنوا التزامهم بالهدنة التي فرضتها الأممالمتحدة، قبيل بدء التفاوض، ورغم ذلك التزم وفد الحكومة الشرعية بالبقاء ومواصلة التفاوض". وتابع المصدر "الآن اتضحت الصورة تماما، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام تجاوزات الحوثيين، وستكون لنا مواقف صارمة في سبيل استعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب، وإن كانت استعادة الصراري قد أصابت الميليشيات بهذا الغضب والخوف، فإن عليهم تهيئة أنفسهم لصدمات أخرى أكثر قسوة خلال الأيام المقبلة، لأن المقاومة الشعبية والجيش الوطني سوف يكثفون عملياتهم العسكرية خلال الأيام المقبلة، ولن تتوقف قوات الشرعية إلا بعد استعادة كل المدن والمحافظات اليمنية، وسيدرك الحوثيون أنهم أضاعوا فرصة ذهبية كان يمكن من خلالها أن يشاركوا في حكم البلاد عبر المشاورات السياسية، إلا أن إصرارهم على مواصلة الاعتداءات سوف يدفع الحكومة إلى قهرهم وهزيمتهم وإرغامهم على التراجع إلى مناطقهم الأصلية التي كانوا فيها قبل الانقلاب المشؤوم، وستلاحقهم الدعوات القضائية الدولية، لدفع ثمن ما اقترفته أياديهم من جرائم.