اختتمت أول من أمس فعاليات الملتقى الرابع الذي نظمه النادي الأدبي بالباحة تحت عنوان "تمثيلات الآخر في الروية العربية" بجلسة شهادات تحدث فيها الروائيون عبده خال ويوسف المحيمد وليلى الأحيدب، وأدارها الدكتور عبدالله الوشمي الذي تساءل في تقديمه: هل نفترض أن الشهادة اعتراف مبكر أو فضيحة ينتظرها الآخر أو سر يكشفه من خلال شهادات، وهل الشهادة هي بطاقة أحوال أم هي اختلاف كلي في الشكل والفكر. الأحيدب بدأت قائلة "عبده خال ويوسف المحميد وأنا ننتمي إلى جيل واحد وكنت آمل أن يكون هناك تنوع في جلسة الشهادات.."، ثم اختارت روايتها "عيون الثعالب" لتعبر عن تجربتها في مجال الرواية، وذكرت "كتبت هذه الرواية لأسمع نفسي، الكتابة بحد ذاتها مونولوج داخلي ينمو معك، يظل يلح عليك حتى تخرجه وتراه مرصوفا أمامك ككلمات، لذلك كان منولوج "عيون الثعالب" يؤرقني منذ دخلت عالم الكتابة ووعيت أسئلته، يقولون إن الرواية الأولى للكاتب هي الأسئلة الأولى التي تشغله. وأضافت الأحيدب أنها كتبت هذا النص لأنها تريد أن تقول أشياء كثيرة، مؤكدة أنها حاولت أن تكون محايدة في رسم شخوص النص، ومحايدة في رسم الجو العام، مضيفة "أردت أن أرسم المشهد بواقعية، بعيدا عن تبني وجهات نظر مؤدلجة. كتبت النص على مدار سنة كاملة". وأكدت الأحيدب أن الرواية لم تكن وثيقة حية عن الحداثة في السعودية/ ولم تكتبها لهذا الهدف "كتبتها لأن لدي ما أريد قوله". أما الميحميد، فأكد في مطلع حديثه أن الشهادة تختلف لأن من يعرف سر السرد يدرك أن النهر لا يجرى مرتين على حد تعبيره، موضحاً أن جيل الثمانينيات سيظل راسخاً كما هو جيل الثمانينيات في القاهرة وأن الراوي مختلف فالإبداع هو الاختلاق واستطرد في قراءة ورقته "الكتابة فيما يشبه الطيران" ضمن الحديث عن مرحلة الطفولة ووصف للحالة التي كان يعيشها مع أسرته ودور أخته الكبيرة وتعلقه بالحكاية والعشر سنوات التي قضاها في القصة القصيرة. وقال خال: كلنا نمارس الفضيحة إلا أننا نسترها وادعى أن الإنسان عندما وجد وجد فرداً ولم يوجد مجموعة، وبالتالي تعلم الأشياء وتحولت إلى الآخر ليصبح هو (الأنا) وما بخارجه هو الآخر, وتصبح أنت كاتبا روائيا أمام هذا الشخص وأنت المجموعة وهو الفرد إن لم يستطع السيطرة على الشخص فالفرد يعبر إلى الإنسانية من خلال الحقيقة، لكن لكل حقيقته، بحسب ثقافته والزاوية التي ينظر منها إلى الأشياء. ثم اختار خال روايته "إنها ترمي بشرر" للحديث عنها كتجربة، مشيراُ إلى أنها لم تعّد الرواية حكاية بل غدت بحثاً في جميع المجالات".