شهدت العاصمة التونسية، خلال الأيام الماضية اجتماعات تشاورية برعاية الأممالمتحدة للدعم في ليبيا لمناقشة الأوضاع الراهنة والعوائق التي تواجه تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات المغربية قبل أشهر، فيما أكد رئيس بعثة الأممالمتحدة في ليبيا مارتن كوبلر، خلال اجتماع مع أعضاء الحوار السياسي أن "المخرج الوحيد لأزمة ليبيا يبدأ بتشكيل جيش موحد"، أمام ما تشهده البلاد من عقبات تعطل تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي. وقال كوبلر إن "جميع مشاكل ليبيا الآن مرتبطة بالوضع الأمني، والمخرج الوحيد هو وجود جيش ليبي موحّد يكون تحت قيادة المجلس الرئاسي، وفق ما جاء في الاتفاق السياسي الليبي"، مشددا على أنه "لا يمكن أن تكون ليبيا موحدة وبها عدة جيوش". وأعلن كوبلر أن هناك اجتماعا آخر سيكون في تونس بين المجلس الرئاسي وبين الأطراف الأمنية الفاعلة في ليبيا، حول صيغة لتكوين جيش ليبي موحد"، مجددا على رغبته في لقاء اللواء خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، والذي لم يوافق على مقابلته إلى الآن. انتقاد المبعوث الأممي انتقدت أطراف من الحوار الليبي تصريحات سرّبت للمعبوث الأممي، مارتن كوبلر، قالت إنه دعا إلى أن يكون الجيش الليبي إقليميا مقسما على أقاليم ليبيا الثلاثة، عادّة أن مثل هذا التوجه "تدخّل في الشأن الليبي، وتجاوز لصلاحيات المبعوث الأممي". غير أن كوبلر نفى، أن يكون أدلى بهذا الكلام، معتبرا أنه "لا يمكن أن يكون في ليبيا إلا جيش موحد"، مضيفا أن "المخرج الوحيد للأزمة هو توحيد مؤسسة الجيش تحت قيادة المجلس الرئاسي". ومن جانبه، قال المبعوث الأميركي إلى ليبيا جونثان وينر، المشارك في جلسات الحوار السياسي الليبي الجارية في العاصمة التونسية، إن أمام أطراف الحوار خيارين اثنين، إما خيار توجيه أصابع الاتهام أو إيجاد حلول لتوفير الأمن والخدمات الأساسية في جميع أنحاء ليبيا. طموحات السراج كان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، أبدى خلال لقائه مع عدد من أعضاء المجلس وأعضاء لجنة الحوار في جلسة تشاورية، أن المجلس الرئاسي عرض خلال هذه النقاشات مسألة تصدير النفط، والمجال الخدمي والمالي ونقص السيولة وغلاء الأسعار وأيضا انقطاع الكهرباء والخطوات التي اتخذت لحل الاختناقات والصعوبات التي تعطل عمله. وشدد السراج في تصريحات صحفية على ضرورة تفعيل الاتفاق السياسي، موضحا أن الاتفاق الذي أقر في مدينة الصخيرات المغربية يشمل كل الليبيين دون تهميش لأي طرف، وأن اللقاءات مع القوى الوطنية كافة تنطلق من أرضية الاتفاق السياسي، داعيا أعضاء لجنة الحوار التواصل مع الأطراف كافة التي تعرقل الاتفاق، وضرورة إعلاء المصلحة العليا للوطن. تحديات كبيرة يذكر أن ليبيا تواجه تحديات كبرى على الصعيدين الأمني والسياسي ذلك أن تنظيم داعش ما يزال يسيطر على بعض المناطق، ويهدد استقرارها على الرغم من تراجع قوته خلال الأشهر الماضية والانقسام السياسي بوجود حكومتين في شرق البلاد وغربها. وكان أطراف النزاع الليبي وقّعوا في ديسمبر من العام الماضي في منتجع الصخيرات بالمغرب اتفاقا برعاية الأممالمتحدة، انبثقت عنه حكومة الوحدة الوطنية التي تتمركز منذ 3 أشهر في العاصمة طرابلس، ولقيت ترحيبا عربيا وعالميا كبيرا، مقابل رفض داخلي من البرلمان الذي لم يمنحها الثقة بعد.